الدمام – سحر أبوشاهين تزوجت في عمر ال25 عاماً من رجل يكبرها بثلاثين عاماً وحُرمت من «الأمومة» دفعها خوفها من العنوسة للزواج من رجل في مقتبل الستين، كان قد تزوج بثلاث نساء قبلها وانفصل عنهن، وهي التي لم تتجاوز ال25 عاماً، نورة التي (تحتفظ «الشرق» باسمها كاملاً) تبلغ من العمر حالياً (أربعين عاماً) وتعيش في شقة مستأجرة في الجبيل، وقد فقدت بصرها، وحُرمت من أبسط حقوقها بأن تكون أماً ترى أبناءها يكبرون أمام عينيها ويعينونها في الكبر. شبح العنوسة تقول نورة بعد تنهيدة «خيم شبح العنوسة على أخواتي، وخفت أن أصبح مثلهن، فما إن تقدم لي هذا الرجل، حتى وافقت، رغم أنه يكبرني بثلاثين عاماً، ويعاني من أمراض مزمنة، كالسكري والضغط والقلب، وبعد مرور بضع سنوات دون إنجابي الأطفال، ذهبت للطبيب وأجريت الفحوصات اللازمة، فكانت النتائج طيبة، فطلبت من زوجي مرافقتي ليخضع للفحوص الطبية، فاكتشفت أنه يعاني من العقم، وكانت صدمتي كبيرة، حيث أخبرني سابقاً أنه سليم وقد خضع للعلاج في دول عديدة، منها سوريا وبريطانيا». حلم الأمومة وأضافت نورة «لطالما حلمت بأن أكون أماً، وطلبت من زوجي تطليقي، علّي أحظى بفرصة أخرى تخولني إنجاب طفل يسندني في كبري، خاصة وأن زوجي مسنّ، ولا أحد لي في هذه الدنيا، ولكن محاولاتي باءت بالفشل، ورفض تطليقي، مبرراً بأنه وحيد، وليس لديه من يعتني به كونه شيخاً كبيراً، فأشفقت عليه وبقيت إلى جواره، حتى وافته المنية قبل ثلاثة أعوام، وقد أمضيت معه 12 عاماً». ماء أزرق في عيني وبينت نورة أنها تقيم حالياً وحيدة في شقة مستأجرة في مدينة الجبيل، وتدفع إيجاراً سنوياً يبلغ 15000 ريال، ولم يترك لها زوجها غير راتبه التقاعدي البالغ 2300 ريال، حيث لا يبقى لها من الراتب غير ألف ريال تعيش من خلالها، وتقول «أصبت بماء أزرق في عيني، وأصبحت وحيدة بلا معيل، وتعلمت تدبّر أموري بنفسي، والحمد لله على كل حال، فأستطيع إيقاف التاكسي لزيارة الطبيب في مستشفى الجبيل العام لعلّي أستعيد شيئاً من بصري، حيث إني أراجع فيه بشكل دوري، كما أني أقوم بمهام المنزل بنفسي من طبخ وتنظيف». أهلي فقراء وذكرت نورة أن لها أهلاً في مدينة الدمام يزورونها من وقت لآخر، ولكنها لم تفكر في العيش معهم، فهم فقراء ويقيمون في شقة مستأجرة، مكونة من غرفتين، حيث تعيش أمها وأخواتها في غرفة، فيما خصصت الأخرى لأخيها، وأضافت «لا يتسع المكان لعيشي معهم، فيكفيهم همومهم، ومسؤولية أخواتي الكبيرات، وجُل ما يؤرقني حالياً أن المالك يطالبني بإخلاء الشقة، إلا أني لم أجد سكناً بديلاً، خاصة وأني أبحث عن شقة صغيرة في دور أرضي، بإيجار متناسب مع حالتي المادية، إضافة إلى أن حالتي الصحية لا تسمح بأن أصعد السلالم، وأنا على يقين بأن الله سيبعث لي بفرج قريب».