بيني وبين الرياضة، وبالذات متابعة كرة القدم، حربٌ قويَّة.. لا تستطيع إيقافها هيئة الأممالمتحدة، وأنا حين أنتهي من تقطيع البصل واللحمة وأضعها في القِدْر أُمسك بيساري، وليس باليمين، «الريموت كنترول» وأتنقَّل بين الفضائيات، ومع الأسف كلها مباريات كرة قدم! هذه الكرة التي أتحمَّل عشر ضرات ولا أتحملها.. وأتعجَّبُ بصراحة من صديقاتي وبقية الشلة النسائية حين يهتمِمْنَ بالكرة.. القائمة على العنف والضرب والضريب الذي يتنافى مع أبسط سمات الحنية والرقة والأنوثة التي يجب أن تتقاطر من المرأة. إنني أعرف صديقةً تتابع جدول المباريات وعدد نقاط كل فريق ومهووسة بذلك.. لدرجة أنها تنسى أنوثتها والاهتمام بنفسها مقابل كرة منفوخة بالهواء، يركلها رجال غلاظ لا يعرفون للرقة طريقاً. الزبدة.. رحم الله جدتي طرفة؛ فقد كانت تسمي الكرة «بيضة إبليس».. وهي فعلاً كذلك؛ لأنَّهَا لم تشغل الرجال فقط، بل شغلت حتى المرأة عن الاهتمام بأنوثتها… لذلك أحياناً أتمنَّى أنني كرةٌ حتى تهتموا بي.