كشف النائب عن محلية السريف في البرلمان السوداني، آدم شيخة، عن خسائر قبيلته البني حسين في صراعها مع الرزيقات (الأبالة) في محلية السريف شمال دارفور منذ اندلاع الأحداث في السابع من يناير الماضي، وأوضح أن القبيلة خسرت 510 قتلى من الرجال والنساء والأطفال، كما سقط منها 865 جريحاً بعضهم فارق الحياة، والآخر طريح الفراش في المحلية ومستشفيات الفاشروالخرطوم. وقال شيخة، في بيانٍ تلاه أمام حشد من أبناء القبيلة في دارها بالخرطوم، إن اتفاق وقف العدائيات لم يُنفَّذ حتى الآن، مستدلاً بتجدد الصراع الخميس الماضي ما أدى إلى مقتل 53 شخصاً واغتصاب 15 امرأة، واستمرار عمل المنقِّبِين عن الذهب في منجم جبل عامر، وهو محل الخلاف. وحسب البيان، فإن «الأبالة – ممتطين سيارات اللاندكروزر المدجَّجَة بالسلاح وصهوات الخيل والجِمَال- أحرقوا، بعد أن تجمعوا من أربع ولايات، 68 قرية في السريف حرقاً كاملاً، و120 قرية حرقًا جزئيًّا». وذكر البيان أن الأحداث أسفرت عن تشرد ونزوح ما لا يقل عن 15 ألف أسرة إلى محلية السريف و1408 أسر إلى غراء الزاوية، و400 أسرة إلى منطقة أبوقمرة، و500 أسرة إلى منطقة أبولحا، و100 أسرة إلى كبكابية، فضلاً عن غلق كل الطرق المؤدية من وإلى السريف، وتمركز قوات الأبالة في مداخلها ومنعها دخول الإمدادات وحركة المواطنين. وطالب أبناء «البني حسين» الحكومة بالدفع العاجل بالقوات المسلحة لفتح كافة الطرق المغلقة والتمركز في رئاسة المحلية ووحداتها لحمايتها والمنطقة المحيطة بها من القوات المعتدية، وانتداب قوات شرطة للأمن الداخلي، وغلق منجم جبل عامر لحين استتباب الأمن وإجراء الترتيبات الأمنية والإدارية اللازمة، بجانب إرسال المعونات الإنسانية والطبية العاجلة بعد توقف العون الإنساني منذ 22 يناير الماضي. كما طالب أبناء «البني حسين» بإرسال لجنة تحقيق اتحادية لتقصي الحقائق حول هذه الأحداث، بجانب لجنة فنية لحصر الخسائر البشرية والمادية، وإخلاء الجرحى وتوفير العلاج اللازم لهم. في سياقٍ متصل، تقدَّم السودان بشكوى رسمية للخارجية البريطانية احتجاجاً على دخول البارونة كارولين كوكس إلى ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق اللذين تدور فيهما معارك عن طريق دولة جنوب السودان بدون تأشيرة دخول ودون إخطار السلطات السودانية. وقال المستشار الإعلامي لسفارة السودان في لندن، خالد المبارك، إنَّ البارونة كوكس اعترفت بدخولها الولايتين في حوار لإذاعة باكستان في 24 يناير الماضي، كما عقدت ندوة نهاية يناير في لندن مع اللورد موكس كابل من منظمة (إيجيز ترست)، التي وصفها بأنها إحدي أذرع اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا، اعترفا فيها بدخولهما السودان عن طريق جوبا، وبدون علم السلطات السودانية. وتقود البارونة كارولين كوكس حملة في بريطانيا للضغط على الحكومة البريطانية لممارسة الضغوط وفرض عقوبات على الخرطوم لحملها على السماح بدخول المعونات الإنسانية للمناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال) في الولايتين.