اندلعت مواجهات قبلية مسلحة بمنطقة جبل عامر 90 كم غربي الفاشر بولاية شمال دارفور أمس، بين «العرب الأبالة وبني حسين» بسبب آبار تنقيب عن الذهب، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين، في أعنف مواجهات قَبليَّة بالإقليم المضطرب وسط دعوات من الإدارات الأهلية بالتوقف عن استخدام العنف ونزع فتيل الأزمة، وسارعت حكومة الولاية أمس، إلى إغلاق منطقة التعدين وإخلائها من المنقِّبين. وتضاربت الروايات التي تحدثت عن عدد القتلى، ففي الوقت الذي أشارت فيه التقارير الرسمية إلى مقتل 11 شخصاً، ذكر شهود عيان أن أرقام الضحايا لامست ال 300 قتيل. وكان منقبون عن الذهب بمنطقة جبل عامر بولاية شمال دارفور تنازعوا على ملكية آبار للذهب وقُتل جراء أعمال العنف في موقع التعدين الذي يكتظ بآلاف المنقِّبين ثمانية أشخاص وامتدت النزاعات إلى البلدات المجاورة. وبعد احتدام العنف القبلي دفعت حكومة ولاية شمال دارفور أمس، بثلاث طائرات مروحية إلى محلية السريف بنى حسين لإجلاء الجرحى والمصابين من جرَّاء القتال، بجانب الدفع بتعزيزات أمنية لفرض سيطرتها على مناجم الذهب بجبل عامر. والتأم اجتماع موسع لوالي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر ظهر أمس الأول بمدينة كبكابية غرب الفاشر مع كبار المسؤولين بالولاية، وأطراف متعدده من الإدارات الأهلية والحكمدارات والعُمَد لتدارك الموقف المتأزم بمحلية السريف بنى حسين. وقال معتمد محلية السريف بنى حسين، هارون الحسين، في تصريحات أن القتلى حسب الإحصائية بلغوا واحداً وثلاثين قتيلاً، وخمسة وستين من الجرحى والمصابين والقرى المحروقة حوالى خمساً وعشرين قرية بالمحلية، وقال زعيم قبلي إن عدد القتلى قاربت الثلاثمائة. وطاف الوفد الاتحادي برئاسة اللواء عبدالله صافى النور، والفريق حسين عبدالله جبريل، وولاة الولايات على محلية كبكابية، وانخرطوا فى اجتماعات متصلة بمحلية سرف عمرة التى قضوا فيها ليلة أمس. وذكرت تقارير صحفية أن الجهود المبذولة من قِبَل اللجنة الأمنية بالولاية والوفود التى حضرت تهدف إلى وقف الاعتداء القبلي، وأكدت وضع القوات المسلحة يدها على منطقة التعدين التى انطلقت منها أعمال الاقتتال بين «الأبالة» و»بنى حسين»، مشيرة إلى أن «الأبالة» استعانوا بعدد من ذوى قرباهم فى الولايات الأخرى. وأشارت تقارير صحفية إلى أن قوات حرس الحدود، وهي مليشيا مسلحة تابعة للحكومة من أبناء «الأبالة»، تورطت في الاشتباكات القبلية واستخدمت أسلحة متقدمة، الأمر الذي تسبب في قتل عدد كبير من أبناء المعسكر الآخر. وقال مسؤول رفيع بالحزب الحاكم في بلدة سريف: إن مروحيات نقلت الجرحى إلى مستشفيات قريبة من البلدة لتلقي العلاج، واتهم مليشيات تابعة للحكومة بتأجيج الأوضاع والتدخل في الصراع بشكل مباشر. وقال «نواجه مليشيات مسلحة بعتاد عسكري ثقيل، وهذه إمكانات حكومية ولا يمكن لقبائل أن تتسلح هكذا». وطالب الحزب في بيان أمس، طرفي النزاع بالاحتكام لصوت العقل، وحث منسوبيها لوقف العدائيات فوراً والعمل على تجاوز الأزمة بالطرق السلمية. ودعا البيان حكومة ولاية شمال دارفور بضرورة الحسم الفوري للموقف وتوفير الأمن والحماية للمواطنين باعتبارهما من صميم واجباتها، كما دعا الإدارات الأهلية وقيادات القبائل المتنازعة لمناشدة منسوبيها لنزع فتيل الأزمة. مسلح يمتطي حصاناً في دارفور