يدين نجم دفاع إيطاليا السابق ماركو ماتيرازي بشهرته لتلك «النطحة الشهيرة « التي تلقاها من زين الدين زيدان في النهائي المشهود في كأس العالم 2006 في ألمانيا. ماتيرازي رغم مركزه الدفاعي كان له الفضل الأكبر في فوز إيطاليا باللقب، بفضل هدفه في المباراة النهائية بضربة رأسية أعادت المنتخب الآزوري إلى المباراة، بعد أن تقدمت فرنسا بهدف زيدان، ماتيرازي أيضاً نجح في استفزاز زيدان ليطرد هذا الأخير، ويفسح المجال لمنتخب بلاده لكي يفوز بركلات الجزاء الترجيحية، كما يعدّ من أشهر مدافعي الكرة الإيطالية بعد العملاق فاكيتي تسجيلاً للأهداف. انطلق ماركو ماتيراتسي إلى عالم النجومية في سن متأخرة بالنسبة للاعب، أصبح اليوم من أهم مدافعي العالم على الإطلاق. فهو حتى سن ال27 لعب في أندية مغمورة قبل أن يعرف الشهرة، بعد انتقاله إلى الإنتر في صيف 2001. فبعد أن بدأ ماركو مسيرته الكروية في أندية متواضعة، استطاع الظهور في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، عبر نادي بيرودجا، الذي أعاره في موسم 98-99 إلى نادي إيفرتون. لكن الإعارة لم تصاحبها رغبة الاحتفاظ باللاعب، الذي لعب 27 مباراة طرد خلالها ثلاث مرات، ونال 12 بطاقة صفراء فيها؛ ذلك لأنه لم يلعب بطريقة نزيهة. لكن بعد عودته من إنجلترا تطور لعب ماركو؛ حيث عاد وأصبح قائد الفريق الإيطالي ونجم نجومه. ماركو عرف طريقه إلى النجومية والشهرة بعد موسم 2000-2001، وذلك حينما قدم مستوى عالياً صاحبه تسجيله ل12 هدفاً في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، ليحطم بهذا رقم مدافع الإنتر السابق فاكيتي (عشرة أهداف)، ليصبح ماركو ماتيراتسي أكثر المدافعين الطليان شهرة ذلك الموسم، وأكثرهم طلباً من قبل الأندية، كما أنه كوفئ من قبل مدرب منتخب إيطاليا جوفاني تراباتوني بالاستدعاء إلى صفوف المنتخب الإيطالي، ليخوض مباراته الدولية الأولى، وذلك أمام جنوب إفريقيا. بعد إبداعه في الكأس العالمية أكمل ماتيراتزي، الذي أصبح معشوق جمهور الإنتر، ومصدر فخره، مسيرة تألقه، واستطاع أن يقود الإنتر إلى الفوز بالدوري الإيطالي وعلى أرض الملعب، بعد غياب 17 عاماً. وهو كانت له اليد الطولى في الإنجاز الغالي، بعد أن تألق دفاعياً فمنع الكثير من الأهداف، وهجومياً أيضاً، حينما سجل عشرة أهداف أسهمت في فوز الإنتر باللقب الغالي فيما عرف بالسكوديتو 15. كما أن الإعلان الرسمي لفوز الإنتر أتى بعد فوز الإنتر على سيينا 1/2 بهدفي ماتيراتسي نفسه، مستغلاً خسارة ملاحقه روما، الذي أنهى الموسم خلف الإنتر في المركز الثاني، وبفارق 22 نقطة. يعدّ ماتيراتسي من كبار اللاعبين الطليان، فمن كونه صاحب الرقم القياسي في تسجيل مدافع لأهداف في موسم واحد في الكالتشيو، إلى قدومه إلى الإنتر قدوم الأبطال موسم 2001، ومساعدته القوية في تحسين دفاع الفريق إلى نجاحه بقيادة المنتخب الإيطالي إلى الفوز في العرس العالمي، بتسجيله هدفين في أربع مباريات لعبها، وليكون هداف الفريق مناصفة مع المهاجم لوكا توني. وهو لايزال على خلاف مع زيدان بعد الحادثة الشهيرة بينهما، وإن أبدى ماركو أسفه لمن شاهده يتلفظ على زيدان بتلك الكلمات، لاسيما الأطفال من دون أن يتأسف لزيزو. وجمهور ملعب جوزيبي مياتسا يتغنّى دوماً به «Tutti Pazzi Per Materazzi»، التي تعني الكل مجنون بماتيراتسي. حادثة للنسيان «الشرق» التقت النجم الإيطالي في دبي على هامش مشاركة عدد من نجوم الكرة العالمية في المباراة الخيرية من أجل أطفال ليبيا، ولم يكن الحوار مطولاً، ولكنه أجاب بعفوية على الأسئلة المحرجة وهو يتأهب لمغادرة الفندق إلى ملعب المباراة. - بصراحة، هل تكنّ الحقد لزين الدين زيدان؟ وماذا تحمل عن تلك الواقعة الشهيرة؟ - (يبتسم) تحدثتُ كثيراً في هذا الموضوع، وأوضحت أن هذه الحادثة يجب نسيانها، أنا لا أحمل أي حقد أو ضغينة لزيدان، وهذه الأشياء تحدث في ملاعب الكرة، ولم يكن هذا الموقف هو الوحيد الذي عشتُه في الملاعب، ولكن القصة أخذت أبعاداً كبيرة؛ لأنها وقعت في مباراة نهائية، وطرفها لاعب شهير. صحيح أن زيدان تصرف بتهور، ومع الأسف، دفع ثمناً باهظاً، ولكن لا أتذكر ماذا قلتُ له بالضبط، وأؤكد لكم أنني لم أتعرض بسوء لعائلته، كما ذكر في الصحف، المهم أريد أن أطوي هذه الصفحة. - لو بقي زيدان هل كانت إيطاليا ستفوز باللقب؟ - تفوقنا كان واضحاً في المباراة، ونجحنا في الركلات الترجيحية. إيطاليا ستعود - إذاً لماذا تراجع مستوى المنتخب الإيطالي، وخاصة في مونديال 2010؟ - هناك أمور كثيرة تغيّرت، ولا يمكن لأي فريق أن يبقى في القمة، وأعتقد أن الوقت حان لكي تعود إيطاليا من جديد. من أجل المحرومين -ماذا يعني مشاركتك في مباراة خيرية من أجل أطفال ليبيا؟ - نجوم الكرة لديهم الكثير مما يقدمونه من أجل مساعدة الأطفال المحرومين، وفي إيطاليا هناك تظاهرات كثيرة في هذا الاتجاه، وأنا سعيد للقاء عدد من الأصدقاء هنا، وخاصة صديقي كانافارو. هروب من الضغوطات - ما رأيك في ظاهرة توجّه عدد من نجوم الكرة للاحتراف في منطقة الخليج؟ - من الطبيعي أن يبحث كل لاعب عن مصالحه، وأعتقد أن بعض النجوم جاؤوا إلى الخليج لأنهم يبحثون عن مكان بعيد عن ضغوطات الصحافة والجماهير والمشجعين. وبالنسبة لكانافارو، أعتقد أن اختياره كان صائباً. أنتظر العرض ولن أتردد - هل سنرى ماتيرازي في ملاعب الخليج؟ - هذا يتوقف على العرض. إذا كان العرض مناسباً فلن أتردد. - ماذا عن تراجع مستوى الإنتر؟ - من الطبيعي أن يتراجع الإنتر بعد سنوات من السيطرة، وأعتقد أن رحيل مورينهو أسهم في هذا التراجع، وسوف يعود الإنتر إلى سالف أمجاده.