شارك ألوف المصريين اليوم الجمعة في مظاهرات مناوئة للرئيس محمد مرسي ، غداة دعوته لانتخابات تشريعية تقول أحزاب معارضة إنها لن تشارك فيها إلا في وجود حكومة لا يقودها الإخوان المسلمون بينما يأمل مؤيدو مرسي أن تنهي اضطرابا سياسيا مستمرا منذ عامين. وسمى النشطاء مظاهرات اليوم “جمعة محاكمة النظام” بسبب سقوط عشرات القتلى في احتجاحات منذ بدء ولاية مرسي في يونيو الماضي لكن نشطاء في مدينة بورسعيد الساحلية سموا مظاهراتهم “جمعة الاعتذار” مطالبين باعتذر مرسي عن قتل محتجين في المدينة. وكان ألوف من سكان بورسعيد نزلوا إلى الشوارع يوم 26 يناير الماضي ، بعد أن صدمهم قرار أصدرته محكمة جنايات بورسعيد بإحالة أوراق 21 متهما معظمهم من أبناء المدينة إلى المفتى تمهيدا لإعدامهم في قضية شغب ملاعب قتل فيه نحو 70 من مشجعي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي القاهري بالمدينة قبل أكثر من عام، وقُتِلَ في الاحتجاج على الحكم أكثر من 40 من سكان بورسعيد. ووزع أقارب قتلى ومصابي الاحتجاج بيانا خلال مظاهرة شارك فيها ألوف السكان اليوم طالبوا فيه بعزل ومحاكمة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ومحاكمة مرسي. وجاء في البيان، أن أسر الشهداء ومصابي الأحداث ، يشددون على “عزل ومحاكمة وزير الداخلية ومثول الرئيس مرسي أمام القضاء المصري”. وكان سكان وصفوا قرار المحكمة ، بأنه “سياسي” لصدوره في وجود تهديد من مشجعي الأهلي بنشر الفوضى في البلاد ، إذا لم يصدر حكم مشدد في القضية، ورفع مشجعو الأهلي قبل صدور القرار شعار “القصاص أو الفوضى”. وستنطق محكمة جنايات بورسعيد ، التي تعقد جلساتها في القاهرة بالحكم في التاسع من مارس المقبل، وهناك 25 متهماً آخرون سيصدر الحكم بشأنهم في الجلسة لكن لن تحكم المحكمة عليهم بعقوبات أكثر من السجن إذا أدينوا. ومن بين المتهمين الذين سيصدر الحكم بشأنهم في التاسع من مارس ، تسعة من رجال الشرطة وثلاثة من موظفي استاد بورسعيد يطالب أعضاء رابطة مشجعي الأهلي التي تسمي نفسها ألتراس أهلاوي بالقصاص منهم. وقبل أيام دعا مشجعوا الفريق الأول لكرة القدم بالنادي المصري البورسعيدي ، الذي كان الطرف الآخر في مباراة الأول من فبراير العام الماضي لعصيان مدني في المدينة. وحذر مشارك في المظاهرة ، من عواقب لصدور حكم المحكمة ، بإعدام المتهمين المحالة أوراقهم إلى المفتي، وقال لقناة الجزيرة مباشر مصر التلفزيونية “مفيش حد هيتعدم، بنقول لمرسي هنموت معاهم”، وأضاف “البلد هتولع يا مرسي لو صدر حكم الإعدام”. وقالت الشرطة ، إن هجوماً بالرصاص وقع على سجن بورسعيد يوم صدور قرار المحكمة استهدف إطلاق سراح المسجونين ، وإن ضابطاً وأمين شرطة قُتِلا في الهجوم. وفي مدينة الإسكندرية الساحلية هتف نحو ألفي متظاهر “يسقط يسقط حكم المرشد” في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين “محمد بديع” . ورفع متظاهرون صوراً لمرسي ، جعلوا في بعضها يديه ملطختين بالدماء وجعلوا رقبته ملفوفة بحبل المشنقة في أخرى. وقال شاهد عيان إن أعضاء في التيار الشعبي الذي يقوده السياسي اليساري حمدين صباحي ، انفصلوا عن مظاهرة الإسكندرية بعد أن رفع مشاركون فيها لافتات تطالب الجيش بالتدخل مرة أخرى في السياسة. وأدار الجيش شؤون البلاد لنحو 17 شهراً غلب عليها الاضطراب بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في ثورة 25 يناير عام 2011. وهتف عشرات المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة الذي كان مهد الثورة “واحد اتنين الجيش المصري فين؟” مطالبين الجيش بالتدخل. لكن المتظاهرين هتفوا لاحقاً ضد قادة الجيش خلال الإدارة العسكرية لمصر قائلين “يا مشير يا عنان بعت الثورة للإخوان” في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونائبه الفريق سامي عنان اللذين أحالهما مرسي للتقاعد في أغسطس. القاهرة | رويترز