كشف مصدر مصري رفيع أن الحملة الأمنية ضد الأنفاق الواصلة بين رفح المصرية والفلسطينية، التي أسفرت عن تدمير 70 نفقاً حتى الآن، أتت تنفيذا لشروط إسرائيل لوقف الحرب الأخيرة على قطاع غزة، رابطا بدء تنفيذ الحملة بزيارة وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة أُعلِنَ رسميا أنها لعقد مباحثات لتثبيت التهدئة مع غزة ومراجعة الإجراءات الأمنية على الحدود. وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ل «الشرق»، إن القاهرة أصدرت قراراً سيادياً بتدمير الأنفاق الفلسطينية، وأضاف «القرار جاء مباشرةً عقب مغادرة الوفد الأمني الإسرائيلي مصر مطلع الشهر الجاري بعد لقائه قيادات المخابرات المصرية، حيث بحث الطرفان ملفي الأسرى المضربين عن الطعام داخل السجون وتثبيت التهدئة مع غزة». وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع المصرية، العقيد أحمد محمد، أكد في تصريحٍ له أن جهود القوات المسلحة مستمرة في إغلاق أنفاق التهريب مع غزة وهدمها، في وقتٍ ذكرت فيه إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مصادر لم تسمها أن ملامح اتفاق يتبلور الآن بين حركة حماس وإسرائيل عبر القاهرة تلتزم إسرائيل خلاله برفع الحصار بصورة شاملة عن غزة مقابل وقف تزويد حركات المقاومة بالسلاح المهرب عبر الأنفاق. وشرح المصدر الأمني خطوات تدمير الأنفاق التي بدأت منذ عشرين يوماً قائلاً «الخطوة الأولي بدأت بإغراق الأنفاق بالمياه العادية ثم ضخ مياه الصرف الصحي داخلها»، وذكر أن تشديدا أمنيا خانقا فُرِضَ على كافة المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع غزة وسط انتشار مكثف للقوات المصرية المسلحة. وأشار المصدر إلى أن الخطوة الثانية التي يجري تنفيذها حاليا تمثلت في تجريف الأنفاق من خلال جرافات حفر ضخمة تعمل بشكل سريع، وأوضح أن الأمن اعتقل عددا من مهربي البضائع لغزة من جنسيات فلسطينية ومصرية وصادر مجموعة من الشاحنات محملة بمواد بناء وأغذية كانت متجهة لغزة. وخلقت الحملة حالة من الرعب في أوساط أصحاب الأنفاق خوفاً من إصابة أنفاقهم بأضرار لا يمكن معالجتها، وروى «أبو محمد»، صاحب أحد الأنفاق التي دخلتها المياه، ل «الشرق» كيف قام بإحضار مضخات لسحب المياه خارج النفق تفاديا لانهياره كلياً، مضيفا أن منسوب المياه وصل في بعض الأنفاق إلى المتر. ونبَّه إلى أنه كغيره من أصحاب الأنفاق ينظر إلى خطورة هذه الخطوة التي وصفها ب «غير الطبيعية» من قِبَل الأمن المصري، محذرا من أن يؤدي توقف عمل الأنفاق إلى كارثة إنسانية في غزة لعدم وجود منافذ منتظمة لإدخال البضائع إلى القطاع وخاصة المواد الغذائية. وعلمت «الشرق» وفقاً لمعلومات جمعتها من أكثر من مصدر مختص أن عدد الأنفاق المنتشرة على الحدود حوالي 550 نفقاً كان يعمل منها قبل شن الحملة العسكرية قرابة 220 نفقاً فيما انخفض عدد الصالحة للعمل حتى اللحظة إلى أقل من 150، فيما يؤكد «أبو محمد» أن شللاً كاملاً أصاب العمل بالأنفاق. أسرة في رفح تتابع عملية هدم الأنفاق شاحنة تمر على الحدود فتية يعاينون مداخل الأنفاق بعد تدميرها