برستيج السعودة الفالصو هو على غرار تصنيف الجامعات، بحث عن التورم الذي نحسبه حميداً والله حسيبنا وليس إلا شيئاً من طلاسم ليسحروا بها أعين الناس (ولا يفلح الساحر حيث أتى)، ليس من الحق ولا من الأمانة أن تخادع من يأتمنونك على همومهم الكبيرة ويستودعونك طموحاتهم العالية من ولاة أمر، ومن مواطنين بسطاء أن تهبط بآمالهم إلى مهاوي التضليل المتردي الذي ستفوح رائحته الكريهة ولو بعد حين. المواطن لم يعد مواطن القناتين التي لا ثالث لهما، أوالصحف التي هي نسخة طبق الأصل من بعضها البعض، بل أصبح الآن (كيس فطن) يرى بأكثر من عين ويستطيع في لحظات أن يصل إلى حق اليقين، لم يعد العالم الرحب الشاسع كما هو في الأمس البعيد، ولا بالقرية الصغيرة كأمسنا القريب بل أصبح بحجم الجهاز الكفي الذي يحمله بيده ليقلب بأصابعه أي زاوية خافية سحيقة في كوكبنا الصغير بالصوت والصورة. عوداً على سعودة الفالصو والمباهاة بالحصول على نسب عالية، والإمعان في التضليل عبر استغلال المعايير التي تظهر نصف الحقيقة، لتؤهل مفترسي هذا الحلم كرواد له، بأيديهم يتناولون جوائزه في حصاد السعودة وبأقدامهم يدهسونه، وطريقتهم التي لم تعد خافية على أحد هي إيكال أبرز مهام هذه الجهات من تشغيل وصيانة أو تسويق أو تصميم أو برمجيات أو أعمال مساندة لشركات متدنية السعودة من شركات الخط البرتقالي والأحمر، للتخلص من هموم توظيف السعوديين المكلفة، والظهور بنسب سعودة عالية.