بالإضافة إلى ضمير (نا) الدالة على الفاعلين، إلا أنني اهتديت إلى ضميرين آخرين، وهما اكتشاف يؤهلني لنيل شهادة الدكتوراة عن بعد من إحدى الجامعات المرموقة، الضمير الأول (دال) الدالة على العلماء، الباحثين، والساهرين على الكتب والمجلدات والمناهج التعليمية. الضمير الثاني (ذال) الذالة لادعياء العلم والمحسوبين عليه. هذان الضميران وإن كانا ظاهرين قبل الاسم العلم فهما مستتران داخل مجتمعاتنا، تقديرهما إجلالا للأولى وازدراء واحتقارا للثانية. الدال الأولى بدون نقطة، والدال الثانية بنقطة مستترة لم تظهر إمعانا في التضليل. أما الأولى فما زادت أصحابها إلا تواضعا.. وقد جلبوها في عناء، وكد، وكدح، وسهر لليالي، وغربة وتضحيات.. ورقها ديباج وحروفها من ذهب.. وتوجوها ببحوث هامة.. واستمرار في معاقل العلم .. وتمثيل في محافل ومؤتمرات بلدان الحضارة والتقدم.. والثانية لا تسوى قيمة الحبر الذي كتبت به.. سبحان الله.. لم نكتف بالإكسسوار الزائف في مقتنياتنا ومظاهر حياتنا وأصبحنا نبحث عن البرستيج (الفالصو) ليكمل بقية الخواء ويردم هوة النقص لتعزيز الظهور حتى نجعل من هذا الزيف الظاهرة كتوفا أخرى يرتقي عليها قصار القامة. إذن: من الأفضل أن نميز بين (الدالين) لتصبح الثانية منقوطة ومشتقة من الذلة والخور لمن يريد سماعها وهو غير جدير..!! أو من يتغنى بها تزلفا إلى المدير..!! وعذرا لأصحاب الضمائر المنقوطة.. وشكرا لأصحاب الدوال من ذهب لا يصدأ. غانم محمد الحمر