يرى الشاعر حمد العسعوس أن القصيدة العمودية ستبقى متماسكة ومحافظة على مكانتها وأصالتها على مدى العصور والمراحل التي يمر بها تاريخ الشعر العربي قبل وبعد ظهور ما عرف بالشعر الحر أو الشعر الحديث. ويقول العسعوس، في حديث ل «الشرق»: إن موجة الشعر الحديث خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لم تنل من مكانة الشعر العمودي كثيراً لأنه الأصل، رغم اندفاع الناس والصحافة الأدبية نحو نشره والحفاوة به وتولي شعراء الحداثة الشعرية ونقادها الإشراف على الأقسام الأدبية في معظم الصحف والمجلات، مشيراً إلى أن الانحياز للشعر الحديث بكافة أشكاله، وشن حرب غير معلنة على الشعراء التقليديين، أشعل الصدام بين مؤيدي الحداثة وبين معارضيها، واحتدام الصراع بين الفريقين على أعمدة الصحف وفي كافة المنتديات والمنابر، مشددا على أن الشاعر الذي لا يكتب القصيدة العمودية أو بعبارة أدق لا يستطيع كتابتها ليس بشاعر، لأن القصيدة العمودية لا يكتبها إلا من يمتلك كل شروط وأدوات الكتابة الشعرية، على العكس من القصيدة الحديثة التي قد يكتبها من لا يتقن قواعد اللغة العربية وقواعد العروض الشعري. ويضيف أن الصراع بين أنصار الشعر العمودي وبين أنصار الشعر الحديث هدأ مع هدوء الهجوم على الحداثة ومنظريها، وهدأت الحرب الباردة التي كانت تشنها الصحافة الأدبية على الشعر العمودي الذي أطلقت عليه مسمى: الشعر التقليدي. ويوضح أن المتتبع لحركة الشعر العربي بصفة عامة، ولحركة الشعر السعودي بصفة خاصة، لابد أن يلحظ في الأفق مؤشرات عودة قوية لكتابة القصيدة العمودية حتى من شعراء الحداثة الذين كانوا في الثمانينيات يحاربون التقليدية ليقينهم أن الأشكال الشعرية موجات، وأن الحداثة ليست في الشكل، وشرط الحداثة الشعرية لا يتحقق بمجرد التحول من كتابة الشكل التناظري إلى كتابة الشكل الحديث وإنما هي الصورة الشعرية الحديثة، والمفردة الحديثة، والمضمون الحديث، وبناءً على ذلك قد يتحقق شرط الحداثة في القصيدة العمودية إذا توفرت فيها هذه الشروط والعناصر.