الدمام – فهد الحشام تمول عدداً من البرامج والمشاريع التنموية المتنوعة وتبني شراكات مع مؤسسات القطاعين العام والخاص غير الربحية. تقدم الدعم لتتحول المؤسسات القائمة على الأُعطيات والهبات إلى مؤسسات ذات رؤية مستدامة معتمدة على نفسها. حملت مؤسسة الملك خالد الخيرية منذ نشأتها فكراً عملياً مغايراً للسائد في بيئة عملها بين المنظمات غير الربحية. كما تواصل المؤسسة نشر مفاهيم العمل التنموي والإنساني القائم على أسس إستراتيجية، ودعم باقي منظمات القطاع غير الربحي في المملكة لتسير على هذا النهج الإنساني الإستراتيجي، وتتحول من مؤسسات قائمة على الأعطيات والهبات إلى مؤسسات ذات رؤية مستدامة معتمدة على نفسها، وتُدار بأساليب إدارية ومعايير فنية متقدّمة تساعدها على مواصلة نشاطها، وتوسيع نطاق خدماتها. وتسعى المؤسسة إلى أن تكون المؤسسة النموذجية الرائدة في العمل الإنساني والتنموي في المملكة العربية السعودية، وذات تأثير إيجابي على حياة الناس، عبر ابتكار حلول فاعلة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية. تحفيز التغيير الإيجابي تعمل المؤسسة بشكل جاد على دراسة القضايا الاجتماعية المهمة، وإيجاد حلول لها بناءً على دراسات وأبحاث شاملة، مع الأخذ بآراء المختصين والمهتمين بالقضايا الاجتماعية، والتعاون الوثيق مع عدد من الجهات المهتمة من أجل دعم هذه القضايا. وفي أبريل من عام 2012م، قامت مؤسسة الملك خالد الخيرية بإبرام اتفاقية تعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، تهدف إلى تبنّي المنظمة مشروع «هيئة رعاية الأيتام في العالم الإسلامي»، الذي أعدّته المؤسسة سعياً منها إلى رعاية الأطفال الأيتام والمُتخلى عنهم وحمايتهم في العالم الإسلامي، وضمان تلقّيهم تربية صحيحة، وتعليماً جيداً حتى يكونوا مواطنين صالحين، بعيدين عن الفقر والجوع والفساد وأسباب الجهل والتخلف، الذي تم اعتماده في الدورة 11 للمؤتمر العام للدول الأعضاء في «المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم»، الذي تم عقده في نوفمبر الماضي بمدينة الرياض. كما قامت المؤسسة بإجراء دراسة «الإجراءات المنظمة للطلاق، وما يترتب عليه للزوجة والأبناء»، بمبادرة من جمعية مودة الخيرية للحد من الطلاق وآثاره، ومؤسسة الأمير سلطان الخيرية، وجمعية النهضة النسائية الخيرية، وبرنامج الأمان الأسري، وتتضمّن الدراسة آلية لتحصيل ودفع النفقة المقررة شرعاً، وهي إنشاء صندوق النفقة الحكومي الذي يقوم بتحصيل النفقة المقررة شرعاً لمستحقيها، ووسائل لتمويل الصندوق، وآلية للصرف، وتم رفعها لوزارة العدل التي بدورها اعتمدت المشروع في أبريل من العام الحالي 2012م. «منهجة» التنمية الاجتماعية تهدف المؤسسة إلى الإسهام بشكل احترافي ممنهج في التنمية الاجتماعية المستدامة في المملكة العربية السعودية، عبر تمويل عدد من البرامج والمشاريع التنموية المتنوعة، وبناء الشراكات مع مؤسسات القطاعين العام والخاص غير الربحية، داخل المملكة وخارجها، من أجل المساهمة في التنمية المستدامة للقطاع الخيري في المملكة العربية السعودية. إنجازات 2012م بناء قدرات المنظمات غير الربحية: تنشط مؤسسة الملك خالد الخيرية في تنفيذ عدد من المشاريع والبرامج التي من شأنها بناء قدرات منظمات القطاع غير الربحي محلياً، ونفّذت في العام الحالي 2012م عدداً من البرامج والورش التدريبية التي استهدفت القياديين والعاملين في المؤسسات والجمعيات الخيرية والإنسانية، بالتعاون مع منظمات مرموقة عالمياً وذات علاقة بإدارة العمل الخيري والتنموي الإستراتيجي، وكانت على النحو التالي: * بناء القيادات في المنظمات غير الربحية في المملكة: قامت المؤسسة في شهر يونيو من عام 2012م، وللمرة الرابعة، بتنظيم برنامج تدريبي متقدم تحت عنوان «بناء القيادات في المنظمات غير الربحية في المملكة العربية السعودية»، وسعت من خلال هذا البرنامج إلى تدريب المديرين التنفيذيين في المنظمات غير الربحية في المملكة العربية السعودية على مهارات القيادة وأساليب الإدارة. وقامت بالشراكة مع كلية الأعمال بجامعة كولومبيا الأمريكية بتصميم هذا البرنامج التدريبي خصيصاً لتلبية احتياجات القياديين في القطاع غير الربحي في المملكة. وقدَّم هذا البرنامج نخبة من أعضاء هيئة التدريس المتميزين في الكلية الأمريكية. وانتهى البرنامج بتدريب 25 إدارياً في القطاع غير الربحي في المملكة، ينتسبون إلى جمعيات ومؤسسات مختلفة، كان منهم عشرة رجال، و15 امرأة. * المرأة في القيادة والإدارة: نظمت المؤسسة في نوفمبر الماضي، وللعام الثاني على التوالي، ورشة عمل بعنوان «المرأة في القيادة والإدارة»، والهدف منها تعزيز قدرات المرأة في الإدارة والقيادة، وإكسابها مهارات جديدة لتطوير المنظمات غير الربحية. ووفرت هذه الفعالية التي نفّذت على مدار أسبوعين فرصة لكل المشاركات في التفكير في أهدافهن المستقبلية، وزيادة ثقتهن بأنفسهن، وتأكيد قدراتهن على التغيير. وأقيمت هذه الورشة بالتعاون مع المركز الأمريكي لأنشطة التنمية والسكّان (سيدبا). ويملك هذا المركز 36 عاماً من الخبرة في مجال تعزيز المهارات الإدارية لدى المرأة لبناء منظمات قوية ومستديمة. ويأتي تنظيم هذه الفعالية بالتعاون الإستراتيجي مع مؤسسة إكسون موبيل الخيرية، من ضمن مبادرة الفرص الاقتصادية للمرأة. وأفضت هذه الورشة عن تدريب 29 امرأة من 28 منظمة غير ربحية من مختلف مناطق المملكة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفعالية هي دورة عالمية تقام على مدار السنة في مختلف أنحاء العالم. * حوكمة مجالس إدارة المؤسسات غير الحكومية المانحة: انطلاقاً من سعيها إلى ريادة العمل الخيري والتنموي في المملكة العربية السعودية من خلال تطوير ودعم عمل المنظمات غير الربحية، عقدت المؤسسة في بداية ديسمبر الماضي برنامجاً تدريبياً متقدماً تحت عنوان: «دورة القيادة والحوكمة الفعالة لمجالس إدارة المنظمات غير الربحية»، بالتعاون مع مركز «جون جرهارت للعطاء الإنساني والمشاركة المدنية» من الجامعة الأمريكية في القاهرة. وتتمحور مواضيع هذا البرنامج التدريبي حول صقل مهارات أعضاء مجالس الإدارة ومديري المنظمات غير الربحية عن طريق عرض ومناقشة الاحتياجات الأساسية لتحقيق الجودة الداخلية لعمل المنظمة، ومن ثم استكشاف أساليب وتقنيات جديدة تساعد على التفوق في إدارة منظمة غير ربحية بشكل فاعل. وأفضى هذا البرنامج عن تدريب 29 مشاركاً ومشاركة من جمعيات ومؤسسات غير ربحية من مختلف أنحاء المملكة. * دعم المشاريع التنموية وتقديم المِنَح المادية لها: تعمل المؤسسة بشكل فاعل على تقديم منح تمويل لمشاريع تنموية طموحة. وتشمل المشاريع التي تسعى المؤسسة إلى تبنيها ودعمها مشاريع اجتماعية ذات طابع تنموي تهدف إلى الارتقاء بالمجتمع. * وخلال عام 2012م، قامت المؤسسة بإبرام اتفاقيات تمويل عدد من المشاريع التنموية بجانب شريكها الإستراتيجي البنك الأهلي التجاري، وهي على النحو الآتي: مشروع تأهيل مرشد الحي لجمعية أسرتي «الجمعية الخيرية للزواج ورعاية الأسرة» بالمدينة المنوّرة الهادف إلى الحد من نسب الطلاق والتفكك الأسري عبر تأهيل عدد من أئمة المساجد والخطباء على حل المشكلات الأسرية بتقديم دورات مكثفة في مجال الإرشاد الأسري ليتمكنوا من تقديم الاستشارات والإرشادات والمحاضرات في المساجد، وغيرها في منطقة المدينةالمنورة، ومشروع تحويل الأسر المستهلكة لأسر منتجة – لجمعية الفضول الخيرية للخدمات الاجتماعية في بلدة الفضول بمحافظة الأحساء، والهادف إلى تأهيل وتدريب ستين شاباً وشابة، إضافة إلى توظيفهم ودعم مشاريعهم الصغيرة المقدّمة بعد نهاية البرنامج، ومشروع «عالم من صنع يدي» لجمعية المواساة الخيرية في بلدة القارة بمحافظة الأحساء، والساعي إلى تنمية مهارات أربعين فتاة من فتيات الأسر محدودة الدخل المسجلات لدى الجمعية من خريجات الثانوية العامة والجامعات عبر برنامج متخصص في مجال الضيافة وصناعة الحلويات للمناسبات والحفلات، إضافة إلى توظيفهن بعد إكمال فترة التدريب، ومشروع التأهيل الإلكتروني لاضطرابات التخاطب عند الأطفال، لمركز المئوية لذوي الاحتياجات الخاصة الهادف إلى تقديم برامج ذكية تقيس مستوى أداء الطفل اللغوية ومهاراته في الكتابة والقراءة وتنميتها، وإتاحتها لشريحة واسعة من الجمهور. * تفعيل الحوار حول التنمية والمجتمع: ملتقيات «حوارات تنموية» فكرة رائدة أطلقتها المؤسسة عام 1431ه (2010م)، من أجل نشر ودعم الفكر التنموي في القضايا الاجتماعية، عبر فتح الملفات الساخنة للقضايا الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالتنمية ومناقشتها مع صُنّاع القرار وقادة الرأي من داخل المملكة وخارجها. وتُسهم هذه الملتقيات التي يتم عقدها سنوياً في صياغة رؤى جديدة تدعم التنمية في المملكة. وحتى الآن نظّمت المؤسسة ثلاثة ملتقيات، الملتقى الأوّل كان بعنوان: (كيف يمكن للمنظمات غير الربحية أن تلعب دوراً فعالاً في مجال التنمية الاجتماعية في المملكة؟) فيما كان الملتقى الثاني بعنوان: (أين القطاع غير الربحي في خطة التنمية التاسعة للمملكة؟). وأخيراً، الملتقى الثالث؛ فقد أشركت المؤسسة شريحة الشباب في اختيار محاوره عبر جلسات تحضيرية عدة في مناطق مختلفة من المملكة، وتم تنظيمه – بناءً على مخرجات الشباب – في مايو من عام 2012م بعنوان «الشباب والتنمية: قضايا وطموحات»، بمشاركة أكثر من ثلاثمائة شاب وشابة، وأثمر في نهايته عن تبنّي وزارة العمل، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لمبادرتين قدّمهما الشباب، وهما: الحل المبتكر لإرشاد الشباب والشابات أكاديمياً عن طريق موقع إلكتروني تحت مسمّى «مستقبلي»، والهادف إلى اختيار المسار المناسب للشاب في مرحلة الثانوية، وإرشاد المتخرجين في هذه المرحلة للتخصصات المطلوبة في سوق العمل في فترة ما بعد التخرّج، وستشرف عليه وزارة العمل، والمشروع الثاني هو إنشاء «نوادي الشباب الحوارية» في مناطق المملكة الإدارية كافة، الساعي إلى إيجاد مساحة للشباب للتعبير عن آرائهم والتحاور في القضايا ذات الأولوية، وتبنّى هذا المشروع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. الفحص قبل الزواج يُذكر أن المؤسسة حملت على عاتقها حشد التأييد اللازم لعدد من القضايا الاجتماعية الوطنية الحيوية كان أبرزها وقوفها خلف تطبيق نظام الفحص الطبي قبل الزواج في المملكة العربية السعودية بعد إصدارها دراسة «اتجاهات الشباب الجامعي نحو الفحص الطبي لغرض الزواج» التي تلاها كسب جميع الجهات الحكومية والأهلية الفاعلة في هذا المجال، حتى تم تطبيق النظام في عام 1425ه. أحد البرامج المخصصة للقيادات النسائية إحدى جلسات برنامج بناء القيادات في المنظمات غير الربحية (الشرق)