أوصى فريق من مؤسسة الملك خالد الخيرية بضرورة أن يركز القطاع غير الربحي في المملكة جهوده وبناء قدراته على مجالات جمع التبرعات، وتفعيل دور العلاقات العامة، والتطوير الإداري والتنظيمي داخل المنظمة، إضافة إلى التخطيط الاستراتيجي وتصميم المشاريع وإدارتها بشكل سليم، وبناء الشراكات، وحشد المجتمع المحلي، والاهتمام بتقنية المعلومات. جاء ذلك في دراسة أجراها الفريق على 165 منظمة غير ربحية من المؤسسات والجمعيات الخيرية بالمملكة. وكشفت الدراسة أن 96% من المنظمات غير الربحية بالمملكة تعي ضعفها في أقسام العلاقات العامة والتسويق، إلا أنها تنسب هذا الضعف إلى تردد القطاع الخاص والحكومي في تبني المبادرات الاستراتيجية بدلاً من الخيرية، وأن 93% من هذه الجمعيات والمؤسسات ليس لديها رسالة واضحة، ولا يوجد لدى معظمها توجّه تنموي مستدام. وأكدت المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل ل"الوطن" أن المؤسسة ستطلق مبادرة لإنشاء "معهد التنمية الاجتماعية" بهدف ترقية المنظمات غير الربحية المحلية إلى منظمات تنمية اجتماعية مستدامة على مستوى عالمي. وطالبت بنقل المعلومات التي احتوت عليها الدراسة إلى جميع القطاعات، حتى تنصب جهود الجميع بالمساهمة في تغيير منهج عمل المنظمات غير الربحية من مجرد الرعاية إلى العمل التنموي المستدام، مشيرة إلى ضرورة استخدام نتائجها في عملية التخطيط للبرامج التدريبية والتنموية في المستقبل، وبناء قدرات العاملين في المؤسسات والجمعيات الخيرية. وبينت الدراسة أن 93% من المنظمات غير الربحية ليس لديها رسالة واضحة، على الرغم من الاعتقاد السائد لدى 90% من هذه المنظمات بأن لديها رسالة واضحة الأهداف والأبعاد، كما أن رسالة المنظمات غير الربحية العاملة بالمجال الصحي أكثر تركيزا ووضوحا. وأشارت الدراسة إلى أن 73% من المنظمات غير الربحية لا توجد لديها أهداف، قابلة للقياس، متفق عليها، ويمكن تحقيقها"، بينما التي لديها أهداف واضحة هي المنظمات الأكثر تخصصاً ومحددة في أهدافها، حيث إن غالبية المنظمات غير الربحية التي حصلت على درجات مرتفعة بهذا الجانب لديها أهداف تتمحور حول توفير الدعم المادي، ورفع الوعي بالمسائل الضرورية، وبناء القدرات للأفراد والتركيز على التدريب المهني. وأظهرت الدراسة وجود تركيز واضح من قِبل غالبية الجمعيات والمؤسسات الخيرية العاملة في المملكة على فئتي الفقراء والأيتام فقط، والتركيز الأقل كان على فئتي الشباب والسيدات، على الرغم من أن الشباب يمثلون 42% من سكان المملكة والسيدات 50%، وعزت سبب عدم استفادة شرائح عديدة من المجتمع من دعم الجمعيات الخيرية إلى أن 35% من المنظمات غير الربحية ركزت 50% أو أكثر من جهودها على فئة أو فئتين. وأوضحت الدراسة أن 73% من المنظمات غير الربحية في المملكة تراعي النوع الاجتماعي، إذ تقدم فرصا تدريبية متكافئة للموظفين والموظفات لديها، وتستهدف أعدادا شبه متساوية من النساء والرجال، وتظهر أن 14% فقط من المنظمات غير الربحية لديها سياسات مكتوبة وواضحة حول كيفية إشراك المتطوعين في أعمال وفعاليات المنظمة، وتفتقر 63% منها لوجود خطة استراتيجية لإدارة منظماتهم. وفيما يتعلق بالنشاط والمشاريع المطروحة تكشف الدراسة أن 33% من المنظمات غير الربحية في المملكة تصمّم مشاريعها بناء على الاحتياجات الحقيقية للفئة المستهدفة، أما بقية المنظمات فمواردها وطاقاتها مبعثرة، والأثر المرجو من نشاطها محدود وطفيف، لعدم تركيز جهودها على فئات محددة بعينها، وأن 70% من المنظمات غير الربحية في المملكة لديها نظام المتابعة والتقييم. وأوضحت الدراسة أيضاً أن 88% من المنظمات غير الربحية لها شراكة فاعلة مع المؤسسات الحكومية، وإن لم تكن كذلك، فعملها مرتبط بالسياسات المحلية والوطنية، بينما الشراكات المبرمة مع القطاع الخاص لم تحظ بها سوى 33% فقط من هذه المنظمات. وكشفت أن 90% من المنظمات غير الربحية تقول إنها تقوم بحملات لحشد المجتمع المحلي، بينما الحقيقة هي أن هذه الحملات تتخذ شكل التوعية أكثر من حشد المجتمع المحلي، وأن عدم توفر الموارد المالية الكافية لغالبية هذه المنظمات يعود إلى عدم وجود نظام مؤسسي واضح لجمع التبرعات، واعترفت بذلك 92% من هذه المنظمات. وذكرت الدراسة أن أكثر من 30% من هذه المنظمات غير الربحية ليس لديها أي تواجد على شبكة الإنترنت، رغم أن معظمها تتوفر بها أساسيات البنية التحتية للحاسب الآلي.