منذ حادثة جامعة الملك خالد بمنطقة عسير الشهيرة التي قلبت السياسة التعليمية الجامعية رأساً على عقب في بلادنا كان جميع المهتمين بالشأن الجامعي عندنا يتوقعون من الوهلة الأولى لتلك الحادثة الشهيرة أن تتغير الحالة المزرية المتبعة سابقاً والمطبقة في جميع جامعات وكليات التعليم العالي في كل المناطق المأهولة بالسكان، لكن ثارت تلك الشرارة وانطلقت وكالعادة تبعتها حلول وقتية زمنية عاجلة كفقاقيع الصابون الطائر في السماء التي سرعان ما تنفجر وتتبخر وتضيع في الجو دون وجود آثار مستقبلية لها على أرض الواقع. كونت لجان تقصي الحقائق وتلتها لجان جمع المعلومات ثم أعقبتها لجان أخذ رأي الطالبات المتضررات، ثم جاء دور لجان التحقيق وبعدها حضرت أسئلة هيئة مكافحة الفساد ثم رفعت النتائج والتوصيات والاقتراحات ووجهات النظر لولاة الأمر، وفيما بعد أدين مَنْ أدين، ونفذ بجلده مَنْ مسؤوليتها مَنْ نفذ لتأتي المرحلة الأخيرة وبالسياسة المتبعة نفسها مع كل حادثة وفساد وقضية تطفو على سطح هذه الحياة إعفاء وتكليف وكف يد وترشيح، وبعدها كأنك يا أبو زيد ما غزيت؟ أقولها وسوف أتحمل نتائج وتبعات ومسؤولية كلامي ومن خلال مصادري الخاصة، التي لا تزال تجلس على كراسي جامعات وكليات البنات في بلادنا أن وضع تلك السياسة لم يتغير قبل وبعد قرارات التصحيح العاجلة المشكّلة من خادم الحرمين الشريفين نعم أقولها بكل صراحة، ولا أخشى في الله لومة لائم أن ذلك التصحيح وذلك العلاج وذلك الحل قد طال مناصب قيادية عليا ولم يلامس السبب المباشر في الميدان وأعني بذلك السبب رؤساء الأقسام والأجهزة الأكاديمية التي تختلط وتقيم وتعطي وتدرس طلابنا وطالباتنا خاصة. وسوف أركز في حديثي عن تلك الطالبة الجامعية المسكينة التي عانت ولا تزال تعاني من قهر وتسلط أكاديميات الجامعات والكليات، الذي وصل ذلك القهر لحد التطفيش والهروب وترك شهادة المستقبل بين أيادي ورحمة صاحبات الشهادات العليا المزورة، التي يتم كشفها بعد عدة سنوات من تدمير مستقبل فتيات بلادي وبعدها تستمر الحالة، وكأن شيئاً لم يحدث على الإطلاق، الطالبة يتم إسقاطها من فوق قمم الجبال ويتم تحطيم معنوياتها وكبح جماح طموحها وضياع مستقبلها وحلمها بالأيدي التي تخاف من قدومها وإبداعها ونجاحها وتميزها ومزاحمتها على تلك المناصب والكراسي، ومن ثم تكون الطالبة سبباً مباشراً في قطع رزقها والاستغناء عنها في القريب العاجل. تلك الطالبة الجامعية الطموحة تنتظر من جامعتها ومن وزارتها ومن مسؤولي بلادها مد يد العون والمساعدة لها لتستمر في ذلك الإبداع والنجاح والتميز لتنضم فيما بعد لمَنْ سبقها من نساء المجتمع لتقلد مناصب مؤثرة بمجلس الشورى.