حينما يكون النصر بكامل أناقته وحضوره، يجبرك أن تكتب بمزاج عال، يجبرك أن تتغزل به بمفردات لا يقولها إلاّ العشاق، يجبرك أن تنظر إلى مستقبل الكرة السعودية بتفاؤل، يجبرك أن تعيد حساباتك وترتب أوراقك وتستجدي الحروف لكي تتجمل أمامه. -حينما يكون النصر بكامل عافيته وصحته، تشعر أن الحياة داخل الكرة السعودية اختلفت، وتشعر أن المياه عادت إلى مجاريها، وتشعر أن الصحراء القاحلة كروياً عادت لتكتسي بلون الحياة،وتشعر أننا الآن فقط أصبحنا نمارس كرة قدم حقيقية. -حينما يكون النصر بكامل جاهزيته الفنية والإدارية، تعلم يقيناً أنه سيتجاوز كل الصعاب، وكل المؤامرات وكل العراقيل وكل الظروف مهما تكالبت، تعلم يقيناً أن «الصافرة» مهما جارت لن تعيقه، وأن «الانضباط» مهما تفلّت عليه لن يمنعه، وأن «المنشطات» مهما حاولت أن تتنشط به ستعود إلى كسلها وسخافتها. -النصر يعود ليضرب موعداً في نهائي كأس ولي العهد مع شقيقة نادي الهلال، النصر يعود للمنصات لأنه ذهب لا يصدأ، ولأنه يمرض ولا يموت، ولأنه يحلق في سماء العالمية مهما حجبت ظهوره الغيوم الوقتية. -النصر قصة كفاح وقصة عرق وجهد وتعب ورجال، النصر قصة بطولات ونجوم وذهب، النصر قصة جاءت ليس لكي تستوطن كتب الرياضة السعودية، بل جاءت لتكون خالدة وعلامة فارقة على مدار السنوات. -نسيت أن أخبركم، أن النصر كاد أن يورطني مع المساحة،وكدت أن اتجاوز عدد الكلمات المحددة، إلاّ أنني تنبهت إلى ذلك في أخر لحظة، لذلك ستكون لي عودة مع هذا النصرعفواً أقصد مع حياة الكرة السعودية!