ندد المئات من الحقوقيين والنقابيين ومواطنون مغاربة، باغتيال القيادي في المعارضة التونسية شكري بلعيد، خلال وقفة احتجاجية أمام السفارة التونسية بالعاصمة الرباط مساء أمس الأول. ورفع الحشد الكبير من الغاضبين على هذا الاغتيال، شعارات قوية تدين العملية، التي استهدفت واحدا من الأصوات الحرة في تونس، معتبرين أن ما وقع يدخل في خانة الإرهاب الذي لا ملة له، داعين السلطات التونسية، إلى الضرب بيد من حديد، على من حرض ووقف وراء العملية، وتوفير الحماية وضمان حق الاختلاف، والحق في الحياة والحرص على عدم الإفلات من العقاب. واعتبرت المنظمة الديمقراطية للشغل، في بلاغ حصلت «الشرق» على نسخة منه، أن اغتيال بلعيد يعد تأكيدا لنهج من سُمّوا ب «أمراء الظلام»، الذين لا يجدون وسيلة لمواجهة التحديات سوى التصفية الجسدية لخصومهم، وأن العمد إلى سلب إنسان حياته من أجل أهداف سياسية أمر ينم عن وحشية، سيما وأن الثورة التونسية تمت بطريقة سلمية، كما أن المناضل المغدور، شكري بلعيد، لم يكن ممن ينتهجون العنف، الأمر الذي يلقي بالمسؤولية على المجلس الوطني التأسيسي وحركة النهضة، محملين مسؤولية اغتيال بلعيد للحكومة التونسية، المدعوة إلى تقديم القتلة للعدالة. وكان عديد من ممثلي الأحزاب السياسية المغربية ووجوه نقابية، توجهت إلى تونس للمشاركة في الجنازة، معتبرة أن اغتيال شكري، يشكل خسارة حقيقية للصوت المغاربي، خاصة وانه كانت تربطه بسياسيين وحقوقيين ونقابيين مغاربة صلات وروابط قوية، حيث كان يشارك في عديد من التظاهرات الحقوقية التي يشهدها المغرب. ومن المتوقع بحسب مصادر «الشرق» أن تتواصل الاحتجاجات أمام السفارة التونسية، إلى حين تقديم الجناة إلى العدالة.