وفي ثقافتنا القروية يقولون (الذيب أغبر) كناية عن رجل شجاع حكيم وفارس. لكن ثيابه رثَّة. لا تليق بمثله. ولكي يذهب عنه الحزن يقولون إن الذئب لونه أغبر فلا جمال في مظهره والعبرة بالمخبر. هذا هو حال رواية الأستاذ / محمد محسن الغامدي . أزهار التباسكو التي صدرت عن نادي الطائف الأدبي 1434 ه الغلاف الخارجي الذي صممه ابنه الفنان/ زهير يسترعي الانتباه. لكن الداخل عبارة عن أوراق مصورة أفقدها قيمتها الجمالية للناظر إليها. وكدت أتجنب قراءتها لولا أنني قرأت ما نقله جده إليه من معاناة كان في مقدمتها السفر بالبحر غرباً في سفن شراعية . هذا الملخص دفعني لقراءة الرواية من أولها. وقد وضع لصفحاتها عناوين فرعيه تحتوي على كنوز من العبارات والأسلوب الذي يأخذ القارئ إلى حيث أراد الكاتب.. قدرة عجيبة لدى الأستاذ/ محمد. أن يأخذك إلى العالم الذي يكتب عنه ويصور لك أدق التفاصيل حتى لكأنك تشاهد فيلماً لا كلمات .. هل سمعتم أن ( أثراً ) يقع في طرف أرض يصرِّ على أن لا يمحي من مكانه رغم محاولات مالك الأرض .. ثم ينقل القارئ في نفس الصفحة إلى مشهد آخر هو عبارة عن سيدة اسمها ( عبير) لها موقع في عالم الطقاقات والفن تنام في بيت العاملات الذي تشرف عليه مرياتي الخادمة وضعها في النهاية بعنوان ( المطربة ) عناوين قبل عنوان ( كاترين ) من يقرأ رسالة الخادمة إلى عبير يدرك كم هي القدرة الهائلة التي يتمتع بها الكاتب ليصنع كلمات من ذهب . خذوا مثلا .. « وقفت أمام دكان الجزار « رضا المصري « صاح بأعلى صوته : صباح النور على البنور ياجميل .. بينما عبد الباسط عبد الصمد ، يرتل الآيات البيّنات عبر الأثير. العار والمنديل عناوين من داخل الدكان « شكراً أبو زهير.