عندما نمتُ حلمتُ بأن طيوراً مفترسة تطير فوق رأسي. هربت منها، فأتعبني الهرب. اختبأتُ في مكان بعيد عن بيتنا حتى لا تجدَني. وفي هذا المكان أخافني الظلام، وأحسست أنَّني بجانب حافة بئر، وأنَّنِي لو تحركتُ سأسقط فيه. وبعد أن فقدت أملي في النجاة، بدأت في الصراخ. هزَّت أختي كتفيَّ كي أفيق من الكابوس. حاولتُ مرةً أخرى أن أجعل أمي توافق على ذهابي لصديقاتي، لكنَّها كرَّرتْ نفس ما قالتْهُ. -أخاف أن يغضب أبوك. ثم أكملتْ. - هيا، اذهبي إلى غرفتك قبل أن يراكِ، فيقلب الدنيا على رأسكِ ورأسي. في المدرسة، قابلت صديقاتي. قالتْ لي إحداهن. - لماذا لم تحضري إلى بيتي أمس؟؟ - لم توافق أمي. - ولماذا لم توافق؟؟ - لأنها تخاف أن يغضب أبي. - وهل قالتْ أمك لأبيك إنك تحبين الخروج لزيارة صديقاتك؟؟ - لا أدري، ولكن أمي دائماً تخاف أن يغضب أبي. في فسحة ما بين الحصص، اجتمعت كل صديقاتي، وصارت كلُّ واحدة تحكي موضوعاً مختلفاً. قالت أكبرُ صديقاتي: - ما رأيكن لو أقصُّ عليكنَّ حلم ليلة البارحة؟ فرح الجميع بهذا الاقتراح، فبدأت تقصُّ علينا حلمها. كان حلمها جميلاً. بساتين خضراء، وطيور تغني، وحيوانات أليفة، وجداول نقية وخيول. وبعد أن انتهت، صارت كل واحدة من صديقاتي تسرد حلمها، فإذا كل حلم أجمل من الآخر. عندما جاء دوري، قلت لهن: - أنا لا أذكر أحلامي. ردّت إحداهن: - أنت دوماً هكذا. لا تذكرين شيئاً، لا تتحدثين عن شيء. أنت تبدين غريبة عنَّا. فكرتُّ في كلامها كثيراً، فأنا أحاول دوماً أن أبدو مثل صديقاتي. أنا أتحدث مثلهن، أن ألبس مثلهن، أنا أقتني أقلاماً وحقائب مثل أقلامهن وحقائبهن، لكنني أفشل. سرحتُ بتفكيري. - هل هذا لأن أمي مشغولة عني، وأبي يغضب دوماً، كما تقول أمي، من كل مَن يزعجه بطلب؟؟ الأسبوع القادم، الكابوس في البيت