تكررت الأمثلة في القرآن كثيراً، بل هي أسلوب معتمد ومنهج ثابت، يحضرني من سورة العنكبوت مَثَل البيت، ومن سورة الحج الذباب، ومن سورة النحل مَثَل العبد المملوك والأبكم الكَلُّ على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم، ومن سورة البقرة مثل البعوضة، ومن سورة الزمر «رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلماً لرجل هل يستويان مثلاً»، ومن سورة النحل نموذجها «يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس». وأذكر تلك الآية التي كان يرويها رجل صالح ويبكي على نفسه وهي قوله تعالى: «وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون». أنا شخصياً لم أفهم كثيراً من الأمثلة إلا بإدخال علوم جديدة على الخط. نموذج ذلك مثالان الأول من نهاية سورة النحل حين وضعت الآية في مواجهة (ثلاثة -اثنان) «آمنة + مطمئنة + يأتيها رزقها رغدا» في مقابل فأذاقهم الله لباس «الخوف + الجوع». فهمت النموذج بالاستعانة بعلم النفس الإنساني: هناك مدارس شتى في علوم النفس مثل الارتقائية والتحليلية والسلوكية وعلم النفس العام ولعل آخرها المعرفي(Cognition) من خلال هرم الحاجيات الإنسانية في طوابق خمسة (الفسيولوجية الأمن الاجتماعي الانتماء الاعتراف وأخيراً تحقيق الذات ولا يحصله في العادة إلا 5% من الأفراد المتفوقين الجادين). ينطبق نفس الشيء على علم الحيوان والحشرات في إضاءة الآية عن العنكبوت وسبع أحماض أمينية لتصنيع شبكة تقاوم إذا ضُفِّرت طلقة رصاص فلا تُخرق.