نسمع كثيرا عن البند السابع من جمعية الأممالمتحدة الذي تلجأ له الأمم في حالات الصراع البشري. من المدهش أن هذا البند من قانون جمعية الأممالمتحدة يحوي فقرات من الرقم 39 حتى الرقم 51، وفي الفقرة 49 يقول إن المجتمع الإنساني يتضافر لتحقيق ما أراده مجلس الأمن في تحقيق السلام الدولي. هذه الفقرة 49 تذكر بالسورة 49 من القرآن الكريم وهي سورة الحجرات التي تنص على طرق مكافحة النزاع بين المؤمنين.تقول الآية 9 و10 من سورة الحجرات (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله. فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين. إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون).في المقارنة بين ما وصلت إليه دساتير الأرض التي تقررت في جمعية الأممالمتحدة لفض النزاعات بالفقرات من 39 حتى 51 كلها تمشي تقريبا في نفس السياق من أجل الوصول إلى السلام والعدل بين العباد.حاليا ما يحدث في سوريا يجب أن ينقل إلى مجلس الأمن من أجل اعتماد آلية الآية أن تحارب الفئة الباغية وهي عصابات الأسد والشبيحة، ولكن هذا يجب أن يمر في مجلس الأمن، ومجلس الأمن تحول إلى عصابة من شركاء متشاكسون، تعيق ولادة العدل، فقد وضعوا آلية لا يمكن أن تحل أي نزاع على وجه الأرض.في القرآن يضرب الله المثل من سورة الزمر عن نموذجين من الناس (الآية 29) ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا؟ الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون). ضرب الله هذا المثل بعد أن قال ( ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون. قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون). (الآية 27 28). وختمها ( إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون). نعم هذا ما سيحدث بين ضحايا الثورة السورية والشبيحة الفاجرين. البند السابع يجيز استخدام القوة ضد الفئة الباغية كما في وجه الشبيحة الأسدية التي حولت الحولة إلى بركة دم وأهل القبير إلى مقبرة. البند السابع يجب أن يمرر على مجلس الأمن للموافقة. قرار مجلس الأمن يجب أن يكون بالإجماع. لم يحظ أي قرار بالإجماع إلا فيما ندر حين تتفق مصلحة قراصنة العالم الخمسة. إذن أمام العالم ثورة تشبه الثورة السورية لإسقاط عروش دول هذا المجلس الإجرامي، ونقل قدرة اتخاذ القرار إلى الجمعية العامة بغالبية الأصوات، كما حصل مع الثورة السورية ودعمها من معظم دول الأرض. قرار مجلس الأمن سوف يعطل من جديد بالفيتو الروسي الصيني. وعلى الشعب السوري أن ينزف ربما حتى الموت، كما في إصابة أي جريح بإصابة بليغة، وليس ثمة إسعاف وأطباء وبنك دم وغرفة عمليات!