ازدادت في الفترة الأخيرة السلوكيات غير المقبولة من قبل الجماهير واللاعبين، وتجاوزت هذه الظاهرة الحدود ولم تعد محصورة في دوري أو دولة بعينها، بل أصبحت حدثاً متكرراً بصورة مقلقة، ولعل آخرها ما حدث مع اللاعب الخلوق فهد الهريفي من قبل أحد المشجعين، والذي قوبل باستهجان واسع من كافة أطياف المجتمع، نظراً لتجاوز الموضوع حدود التشجيع بل كذلك حدود التعصب للنادي. ويمكننا القول إن الكرة متابَعة من جميع المراحل العمرية، فكما أن اللاعب مطالب بأخلاق عالية سواء على المستوى الشخصي أو داخل الملعب، كذلك المشجع، فالجماهير هي المحرك لكرة القدم، وهناك قلة- ولله الحمد- تصدر منهم سلوكيات غير حميدة بعيدة عن الروح الرياضية. لا بد من مقاومة تلك السلوكيات عن طريق حملات التوعية من قبل اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين، وذلك بتنظيم ندوات وحملات إعلامية تهدف إلى ترسيخ الأخلاق الحميدة وسط الجماهير، بعد أن تحولت الظاهرة من اعتداء على النفس إلى اعتداء لفظي وتشكيك في الأخلاق وتتبع للعورات، كما حصل مع الهريفي من اعتداء على خصوصيته في مكان عام. إن مثل هذه السلوكيات تنذر بتحول خطير يتطلب عقوبات قانونية رسمية لكي نحافظ على الصورة الجميلة والمميزة لكرة القدم وبيئة ملاعبنا من جهة، وحتى نعكس الصورة المشرقة لأخلاق المسلم سواء كان لاعباً أو مشجعاً من جهة أخرى.