مكث الملك عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله – في هجرة يبرين خمسين يوماً، من غرة شعبان إلى العشرين من شهر رمضان، عندما كان قادماً من دولة الكويت، متجهاً لفتح الرياض، وانتهت الرحلة بفتح الرياض عام 1319ه. واكتشف في وقت سابق غنى هجرة يبرين بثروة البترول، التي تنتج أربعة ملايين و700 ألف قدم مكعب من الغاز يومياً، ويتدفق حوالى خمسة آلاف ومائة برميل يومياً، من الزيت الخفيف جداً، من “حقل يبرين”، الذي يقع على الحافة الجنوبية لحقل الغوار، الذي اكتشف في 1/27/ 1424ه، كما أنها غنية بالثروة الزراعية، ففيها 700 مزرعة، إلا أنها تفتقر لوجود صراف آلي، يصرف منه مستفيدو الضمان الاجتماعي إعانتهم الشهرية، إذ يبلغ عدد سكانها عشرة آلاف نسمة، يعمل أغلبهم في الرعي وتربية الماشية. موقع يبرين تقع يبرين في الجنوب الغربي من المنطقة الشرقية، وهي جنوب حرض بتسعين كيلو متراً، وتبعد يبرين عن الأحساء 250 كيلو متراً، وتتبع لها إدارياً، وتعد البوابة الشمالية الشرقية للربع الخالي، وتتبع لحاضرة يبرين ما يزيد على عشرين هجرة صغيرة، منها: الحفاير، الخن القديم، الخن الجديد، الرفيعة، القباليات، الطويلة، سلطانة، الأحمدية، وحرض، وتشتهر يبرين بوفرة الماء والزراعة وتربية الماشية، خاصة الإبل، بالإضافة لكثرة الآثار. ويتذكر الرئيس السابق لمجلس بلدي يبرين محمد بن راشد بن جهيم المري قصة تاريخية عن يبرين، يعود تاريخها إلى مئات السنين، مستشهداً بما يردده أجدادهم بأنها كانت مأهولة بالسكان، قبل العصر الإسلامي، مستدلين على ذلك بوجود الآثار القديمة في الهجرة. الحاجة إلى إنشاء مستشفى يؤكد محمد المري، أن يبرين حظيت بتوفير خدمات الصرف الصحي وتعبيد الطرق، وحالياً يتم العمل على إنشاء حدائق، كما يوجد في كل هجرة تابعة ليبرين ثلاث مدارس، وبها مركز صحي واحد يضم طبيبين وممرضتين، وهو بحاجة إلى عديد من الخدمات والتجهيزات، ولا يمكن الاعتماد عليه، في الحالات الطارئة، موضحاً أنه يصعب قطع مسافة 250 كيلو متراً إلى الأحساء، من أجل تنويم مريض، مؤكداً حاجة يبرين إلى إنشاء مستشفى متكامل يمنح سكانها وسكان الهجر التابعة لها ما يحتاجون إليه من رعاية صحية، مشيراً إلى أن الطرق الداخلية يغلب عليها الطابع البري الصحراوي، أما المباني فيوضح المري أنها قديمة جداً وتعتمد على الطوب القديم وأسقف الزنك. مطالبة بإنشاء كلية وصراف آلي ويطالب المري بإنشاء كلية للبنات ومعهد مهني للأولاد، فالفتيات والشباب ينهون تعليمهم الثانوي، ولا يجدون مجالاً لإتمام تعليمهم، بينما تضطر مدارس البنات لتعيين معلمات من الأحساء يتكبدن مسافة 250 كم يومياً ذهاباً وإياباً، مشيراً إلى حاجة يبرين إلى مركز للضمان الاجتماعي، فالأرامل وكبار السن يعانون من الذهاب للأحساء لصرف إعانتهم، ولم يتسنَ لهم الاستفادة من استحداث بطاقات الصرف الآلي، لصرف إعانتهم، لأن يبرين خالية تماماً من البنوك والصرافات الآلية، ويؤكد المري أن البنوك تحتج بعدم وضع صرافات آلية، إلى افتقار يبرين للهواتف الثابتة وكهرباء الضغط العالي، موضحاً أن يبرين ما زالت تعتمد على هواتف الإسقاط، وتغذي بيوتها محطة كهرباء لا تفي بالغرض. الحاجة إلى إسكان خادم الحرمين الشريفين ويشير المري إلى حاجة يبرين أيضاً إلى بناء خزانات للمياه، وعمل طريق ازدواجي من حرض إلى يبرين، بديلاً عن الطريق الزراعي، الذي يتسبب في عديد من الحوادث، بالإضافة إلى حاجة يبرين لافتتاح جمعية خيرية تفتتح لها مكاتب بكل هجرة تابعة ليبرين، للتصدي إلى نسبة الفقراء الكبيرة، حيث لا تتعدى نسبة الموظفين فيها %10 بينما يعتمد باقي السكان على الزراعة والرعي، ويأمل المري أن يشمل إسكان خادم الحرمين الشريفين يبرين؛ نظراً لحاجتها الماسة لذلك، كما تحتاج يبرين لافتتاح فرع لوزارة الزراعة، خاصة أن يبرين تعد من أكبر الواحات الزراعية في المنطقة الشرقية، مفيداً أنها تضم أربعمائة مزرعة داخلية، وثلاثمائة مزرعة تابعة للمزارع التي تم توزيعها حسب الأمر السامي. وحدة بيطرية استطلعت “الشرق” آراء الجهات المعنية بمطالبات أهالي يبرين، حيث أوضح مدير عام الزراعة المهندس صالح الحميدي أنه تم افتتاح وحدة بيطرية في يبرين منذ خمس سنوات تخدم الأهالي، وتقوم بتحصين الحيوانات وعلاجها، ويوجد بها طبيبان بيطريان ومساعدان وكاتب وسائق، فهي مجهزة بشكل كامل، وهي مكلفة أيضاً بإصدار ما يحتاج إليه الرعاة من تراخيص، ويمتد نطاق خدماتها إلى حرض، بالإضافة إلى قيام “الزراعة” بزيارات استكشافية دورية للكشف على مزارع يبرين لحمايتها من سوسة النخيل والآفات الأخرى، مشيراً إلى قيامهم بحل أي مشكلة تواجه المزارع عند تلقيهم بلاغاً منه، حيث يتم تكليف موظف للذهاب إلى يبرين والوقوف على المشكلة وحلها، وإعطاؤه المبيدات الخاصة، مضيفاً أنهم يقومون بعمل حملات سنوية لمكافحة جراد “اللوكستا” وتوزيع المبيدات، وإعطاء الإرشادات اللازمة، ويوجه الحميدي إلى إمكان خدمة المزارعين وتوفير الخدمات لهم عن طريق فرع الهفوف. من جهته أفاد مدير عام الضمان الاجتماعي في الأحساء عبداللطيف المحارفي، أن المسجلين كافة في الضمان الاجتماعي من يبرين لديهم بطاقات صراف، وتوجد أجهزة صراف آلي في حرض، وهي هجرة تابعة ليبرين وقريبة منها، مشيراً إلى أن مكتب الضمان الاجتماعي في الأحساء يفتح ذراعيه للجميع، مؤكداً مطالبتهم المتكررة بتوفير صرافات في جميع الهجر والقرى الشرقية، مراعاة للنساء وكبار السن. وأكد مدير شركة الكهرباء في الأحساء عبدالعزيز القرينيس أن محطة التوليد الذاتي الموجودة في يبرين قادرة على تغذية يبرين والهجر المجاورة لها بما تحتاج إليه من كهرباء، كما أنه توجد شبكة كهرباء رئيسة في حرض، التي لا تبعد عن يبرين سوى مائة كم، كاشفاً عن وجود دراسة حالية لتوفير شبكة ضغط التيار العالي في المناطق التي تحتاج إليها. مبنى بلدية يبرين