عاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» إلى التلويح مجدداً بعدم ترشيح نفسه، لرئاسة السلطة الفلسطينية في الانتخابات المقبلة، واعتبر ذلك موقفاً شخصياً بالنسبة له، لا تراجع عنه، الأمر الذي يضع حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، أمام خيار يعتبره البعض حتمياًّ لإيجاد بديل عنه، في وقت يرجح فيه البعض الآخر بقاء أبو مازن في رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية على الأقل. القيادي البارز في حركة «فتح» يحيى رباح اعتبر في تصريحات ل «الشرق»: أن «بقاء أبو مازن في منصبه في هذه المرحلة ضرورة وطنية»، وهو بذلك يمثل الرأي السائد بين فريق كبير من قيادات حركة فتح التقليدية، التي تجد صعوبة في تصور وجود شخص لا ينتمي للرعيل الأول من فتح على سدة الحكم، ورغم اعتراف رباح بأن الفلسطينيين وقيادة فتح «ليسوا عاجزين عن الإتيان بشخص بديل ل «أبو مازن» لقيادة الدولة الوليدة»، إلا أنه أكد، أنه من السابق لأوانه الحديث عن أسماء بديلة خلال هذه الأوقات، وبخاصة مع إمكانية أن يعود أبو مازن عن قراره بسبب المطالبات المستمرة له بالبقاء. الموقف ناتج عن خيبة أمل ويرى رباح أن موقف الرئيس نتاج لعدم تنفيذ المجتمع الدولي والدول العربية الحد الأدنى من التزاماتهم تجاه الشعب الفلسطيني. مذكراً بالتهديدات الإسرائيلية التي تعرض لها «أبو مازن»، عندما توجه إلى مجلس الأمن، وقفت أمريكا ضده، ولاتزال تقف، حتى بعد انتزاعه صفة دولة «عضو مراقب» بالأمم المتحدة، ولفت رباح إلى أن تراجع الرئيس عن موقفه يلزمه تغير سياسة الدول العربية وأمريكا في التعامل مع القضية الفلسطينية وإلزام إسرائيل بالاستجابة لقرارات الشرعية الدولية، ومضمون اتفاق إعلان المبادئ الموقع في1993، وتغير مرجعيات المفاوضات لتصبح ذات قيمة. الفلسطينيون لديهم البديل عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض هاجم طريقة التصريحات التي صدرت أخيراً من القيادة الفلسطينية حول الانتخابات الرئاسية القادمة، ووصفها بأنها تأتي في سياق حوار غير معلن بين حركتي فتح وحماس، يحاول الطرفان فيه تحسين صورتهما أمام الشعب الفلسطيني قبيل البدء الفعلي في تنفيذ اتفاق المصالحة، وقال «نعتبر أن هذه الطريقة لا تصلح لإدارة هذا الملف الحساس، والفلسطينيون لديهم البديل ل «أبو مازن» الذي يدرك ذلك، ولا أعتقد أنه عندما يعلن عدم ترشيح نفسه يسعى لتجديد شرعيته لإدراكه وجود بديل له، حتى وإن لم يحدَّد حتى الآن، وبالتالي المطالبة ببقائه لن تكون كبيرة»، وأوضح أن ملف بديل «أبو مازن» يأتي وفقاً لعملية متدرجة تبدأ باستئناف عمل لجان المصالحة، ومن ثم تشكيل حكومة الوفاق الوطني بالاتفاق من مختلف مكونات النظام السياسي الفلسطيني والقوى السياسية، وتحديد موعد الانتخابات وفتح باب الترشيح، ساعتها يمكن أن نقول من الذي يمكن أن يرشح نفسه بديلاً . إخفاق في الملف السياسي المحلل السياسي الفلسطيني هاني حبيب يعتقد أن» أبو مازن» هذه المرة جاد فيما قال؛ بسبب إخفاقه في المسار السياسي الذي اتبعه مع الإسرائيليين، إضافة لحدوث الانقسام، وعدم سير المصالحة في طريقها الصحيح، لذا هو يريد أن يترك هذا الموقع الذي كلفه كثيراً، والأمر لا يتعلق بتلويح لكسب مزيد من شعبية، وينبه حبيب إلى أن «أبو مازن» رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإذا لم يرشح نفسه لرئاسة الدولة سيبقى رئيساً للمرجعية الشرعية الوحيدة للشعب الفلسطيني، وأشار إلى أن هناك بوادر لتحقيق المصالحة، بصرف النظر عن احتمالات نجاحها أو فشلها، و»أبو مازن» يريد أن يشير للجميع بأنه ليس مولعاً بالمنصب، المجال فتح وليس هناك من تحدد اسمه ليشغل المنصب بعد المصالحة، وبالتالي سيشجع مختلف الأطراف على الخوض في هذه المصالحة، فيما يبقى موقع المرشح الرئاسة شاغراً.