وصلت مجموعة من المواطنين الروس إلى معبر المصنع على الحدود بين لبنان وسوريا أمس (22 يناير) قادمة من دمشق في طريقها إلى بلدها. وأعلنت روسيا يوم الإثنين أنها سترسل طائرتين إلى بيروت لإجلاء أكثر من مائة من رعاياها في سوريا. وهذه هي أوضح إشارة إلى أن موسكو ربما تستعد لهزيمة محتملة للرئيس بشار الأسد غير أنها لم تقدم دليلا على تغيير موقفها بأن لا يكون تنحي الأسد شرطا مسبقا لاتفاق سلام. لم يتضح ما إذا كانت الرحلتان الجويتان بداية لعملية إجلاء أطول أمدا. وروسيا هي الداعم الرئيسي للأسد خلال الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهرا على حكمه، وهي أكبر مورد للأسلحة للنظام السوري. لكن دبلوماسيا أُقر الشهر الماضي أن الحكومة فقدت أرضا، وأن المعارضة تستطيع الفوز بالحرب. وتجري روسيا تدريبات بحرية في البحر المتوسط والبحر الأسود، وصفت بأنها الأكبر من نوعها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وتشمل تدريبات قبالة سواحل سوريا. ويؤكد محللون أن التدريبات تهدف إلى تأكيد اهتمام روسيا بالمنطقة. من جهته أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس أن النزاع في سوريا قد «يطول» من دون نتيجة واضحة. وردا على سؤال عن احتمال انتصار المعارضين للرئيس بشار الأسد قال بوغدانوف «في البداية أشارت بعض التوقعات إلى شهرين أو ثلاثة أو أربعة أشهر، أما الآن (فالنزاع مستمر منذ نحو سنتين). إن الوضع يمكن أن يتطور بطرق مختلفة. أعتقد أن النزاع قد يطول». وأضاف «تحدثت للتو إلى سفيرنا في دمشق، وقال إن الوضع أصبح أكثر هدوءا في الأيام الأخيرة»، مشيرا إلى أن السلطة لم تفقد السيطرة على الوضع. من جهة أخرى، أوضح بوغدانوف أن الدبلوماسية الروسية تريد توسيع الاتصالات مع المعارضة السورية، وقال: «كثيرون من قادة المعارضة موجودون في باريس واسطنبول، وهناك آخرون في مدن أخرى مثل جنيف»، وأضاف بوغدانوف «لا نستبعد أن تجري قريبا اتصالات مع مجموعات معارضة جديدة لم نتواصل معها حتى الآن». وفي الوقت الذي تُبذل فيه مساعٍ دولية لحل سياسي للنزاع، تستمر المعارك بلا توقف في سوريا مع ما تخلفه يوميا من سقوط قتلى ودمار.