كتب أربعة نعجز عن فهمها.. منها كتاب عن الاقتصاد للإمام الشيعي (الصدر) الذي يقتله القذافي وينكر الأمر تماما.. ولسبب ما يزال مجهولا تماما. وكتاب لعالم الفيزياء العبقري (هوكنج) يقص كيف أن بعض النجوم لها قوة تبلغ ابتلاع الضوء لهذا تصبح سوداء.. وقوتها هذه تبلغ أن تعصرها إلى درجة تجعلها تسحق نفسها.. والكتاب يجعلنا نفكر في الشيخ الترابي والقوة العبقرية هناك التي تسحق نفسها الآن. وكتاب آخر للعالم (كيسلر) عن القوة وحدودها.. وكيسلر يقول إن الجسم المندفع يتحول إلى طاقة.. نعم.. لكنه عند حد معين تتحول طاقته هذه المندفعة إلى الأمام، إلى طاقة تندفع إلى الخلف. والرجل -رحمة بعقولنا- يشبه الأمر بفيلم سينمائي لكوب زجاجي يسقط من على الطاولة ويتحطم على الأرض.. وفي المشهد الأول الكوب على المائدة.. وفي المشهد الثاني الكوب يهوي في الفضاء.. وفي الثالث شظايا الكوب تتناثر. وحين تقوم أنت بمشاهدة الفلم بصورة معكوسة تجد أن شظايا الكوب يندفع بعضها إلى بعض والشظايا تصبح كوبا والكوب يندفع إلى أعلى ويستقر على المائدة. اندفاع الأحداث في السودان الشهر الماضي يجعل الكوب المحطم أو السودان المحطم يستيقظ ويجتمع ويقفز عائدا إلى المائدة بصورة مدهشة. وسؤال صغير أثناء التحقيق مع صلاح قوش قائد الانقلاب الأخير كانت إجابته تفجر كل شيء. سألوه عن مصدر أموال ضخمة ينفقها في إعداده للانقلاب، وقوش يذكر اسما، والحيرة التي تضرب الناس كان سببها هو أن الجهة التي يشير إلىها تتصف بأنها قمة في النقاء وفي البعد عن السياسة، ولكن التحقيق الذي يعود من هناك يعود بما يدير الروؤس، والدولة تجد أن المخابرات الأجنبية التي تسعى إلى هدم السودان تصل إلى أماكن مستحيلة. المخابرات التي تعمل علي مشروع الشرق الأوسط الجديد وتقوم بتقسيم مصر إلى ثلاث دول والسودان إلى خمس واليمن إلى اثنتين وتطلق في المغرب والجزائر وتركيا وسوريا والعراق ما تطلق، تخصص للسودان فصلا خاصا، من بين فصوله أن استقرار السودان في إفريقيا يجب أن يذهب. ونقص الحكاية المجهولة… مجهولة لأن كل شخص يعتقد أنه يعرفها.