الدائرة والمشكلات في السودان.. كلاهما يقترب من بدايته كلما اقترب من نهايته.. في تناقض دائم، والسودان يشغله الآن انقلاب (قوش – ود إبراهيم).. من نوفمبر الماضي. لكن الفريق عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع يحدثنا قبل تسعة عشر شهرا، عن الانقلاب هذا.. وعن شخصياته ذاتها (صلاح قوش) مدير المخابرات يومئذ، و(ود إبراهيم) مدير معهد الاستخبارات العسكرية، وهدف الانقلاب يومئذ كان هو أن يسقط السودان في أيدي الحركة الشعبية.. فاعتقال البشير وتسليمه للجنائية كان الهدف الأول للانقلاب يومئذ، كما يقول وزير الدفاع، كان يعني أن يصبح رئيس السودان.. تلقائيا ودستوريا.. هو سلفاكير.. وبدعم عالمي.. وبدعم من أربع كتائب جنوبية كانت تقيم في معسكرها خارج الخرطوم حسب اتفاقية نيفاشا وظهيره الرابع عشر من مايو 2011 كان الفريق عبدالرحيم يحدثنا.. وفي خمسين دقيقة يقص الحكاية بهدوء. بعدها كنا ندخل مكتب الرئيس البشير الذي يزيح من أمامه تقريرا يقرأه عن الموقف في ليبيا، ويدهشنا -ونحن نَلمح التقرير- أن الفريق عبدالرحيم كان يحدثنا عن عمر سليمان مدير مخابرات مبارك وعن عبدالله السنوسي مدير مخابرات القذافي، وعن صلتهما بانقلاب قوش مدير مخابرات الإنقاذ. وما يدهشنا هو أننا كنا نجمع معلومات كثيفة تنتهي كلها إلى أن من يدير العالم العربي اليوم ولصالح المخابرات الأمريكية هم قادة مخابرات كثير من الدول العربية. وغداً نكمل.