دعا ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى استكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى قبل نهاية العام الحالي، كما دعا إلى زيادة رؤوس أموال المؤسسات المالية العربية بنسبة لا تقل عن 50% من قيمتها الحالية، وإقرار الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية. وطالب الأمير سلمان بزيادة رؤوس أموال الشركات العربية المشتركة القائمة، وبنسبة لا تقل أيضاً عن 50% من قيمتها الحالية، معلناً استعداد المملكة للمبادرة بدفع حصتها في الزيادة التي يتم الاتفاق عليها. وترأس ولي العهد نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة التي استضافتها المملكة أمس، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض. ورحب الأمير سلمان في كلمته التي ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين بالقادة والرؤساء والملوك الحاضرين في القمة. وقال «إن المرحلة الحالية والدقيقة التي تمر بها أمتنا العربية ، تتطلب منا جميعاً التكاتف وتكثيف الجهود الجادة والمخلصة من أجل التغلب على التحديات التي تواجهنا، والسعي نحو تعزيز العمل العربي المشترك، وبما ينعكس إيجاباً وبشكل ملموس على حياة المواطن العربي، ويحقق له الرفعة والرقي والعيش الكريم». وتابع ولي العهد «إن القضايا التنموية الملحة التي تواجه دولنا ازدادت صعوبة وتعقيداً مع التطورات الأخيرة التي يشهدها عالمنا العربي، ومن ذلك قضايا مهمة كالفقر والبطالة والمرض، ما يستدعي معه بذل كافة الجهود والاتفاق على أفضل السبل لمواجهتها والقضاء عليها». وقال «إنني من أجل ذلك أنتهز هذه المناسبة، لأدعو إلى زيادة رؤوس أموال المؤسسات المالية العربية وبنسبة لا تقل عن 50% من قيمتها الحالية، حسبما يراه محافظو تلك المؤسسات، وذلك لتتمكن من مواكبة الطلب المتزايد على تمويل المشروعات التنموية العربية، ودعم الدول العربية وخاصة الأقل نمواً منها، كما أدعو إلى زيادة رؤوس أموال الشركات العربية المشتركة القائمة، وبنسبة لا تقل أيضاً عن 50% من قيمتها الحالية، حسبما تقترحه مجالس إدارات تلك الشركات، من أجل توسيع أعمالها وتعزيز مشاركتها مع رؤوس الأموال العربية من القطاع الخاص. وأضاف «يسرني أن أعلن عن استعداد المملكة العربية السعودية للمبادرة بدفع حصتها في الزيادة التي يتم الاتفاق عليها». ولفت ولي العهد إلى تزايد دور القطاع الخاص في الاقتصاد العالمي، مؤكداً أن القطاع الخاص العربي مدعو لأخذ زمام المبادرة في قيادة قاطرة النمو في العالم العربي، من خلال زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري العربي البيني، داعياً الحكومات العربية إلى بذل كافة الجهود لتذليل العقبات التي تعترض مسار القطاع الخاص العربي، وتهيئة المناخ المناسب لتشجيع انسياب الاستثمارات العربية البينية. ودعا إلى إقرار الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية بصيغتها المعدلة المدرجة على جدول أعمالنا، التي نأمل أن تشكل عامل جذب للاستثمارات العربية بما توفره من تسهيلات وضمانات، موجهاً رجال الأعمال والمستثمرين العرب إلى اغتنام هذه الفرصة والعمل على الاستفادة مما توفره لهم هذه الاتفاقية من مزايا. وأشار إلى أن مستوى التبادل التجاري بين دولنا لا يرقى إلى مستوى إمكاناتنا وطموحاتنا، ما يتطلب منا جميعاً العمل الجاد والمخلص لبناء التكامل الاقتصادي العربي المنشود، وعليه فإنني أدعو إلى ضرورة استكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى قبل نهاية عامنا هذا، والعمل على إتمام باقي متطلبات الاتحاد الجمركي العربي وفق الإطار الزمني الذي تم الاتفاق عليه سابقاً وصولاً للتطبيق الكامل له في عام 2015م». ورحب ولي العهد بمبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية التي أطلقتها المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة في سبيل دعم المساعي لزيادة حجم التبادل التجاري العربي البيني، وأعلن عن استعداد المملكة العربية السعودية لدعم هذه المبادرة والمساهمة في موازنتها وبما يُمكنها من الانطلاق ووضعها موضع التنفيذ بأسرع وقت ممكن. مرسي: معدل التجارة البينية العربية ضعيف للغاية فيما نوه رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور محمد مرسي في كلمته باستضافة المملكة للدورة الحالية للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة وما سخرته المملكة من إمكانيات وتسهيلات لضمان نجاح أعمالها.وأفاد الرئيس المصري أن معدل التجارة البينية العربية يعد من المعدلات الضعيفة للغاية مقارنة بحجم التجارة العربية مع الدول الأجنبية، مطالباً بالعمل من أجل إنشاء السوق العربية المشتركة التي تعمل على إقامتها الدول العربية وتصبو إليها شعوبها. وقال أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن الكويت منذ عقد القمة الاقتصادية الأولى رأت أَن العمل المشترك ينبغي له أن ينأى بعيدًا عن أي تأثيرات للخلافات السياسية بوصفه أنجع السبل نحو العمل المشترك. وأشار إلى مبادرة الكويت الخاصة بإنشاء صندوق لدعمِ مشاريعِ القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي التي تم دعمها من قبل الدول العربية، مفيدا أنه تم تفعيل الصندوق وتوفير ما يناهز 60% مِن رأسماله البالغ ملياري دولار من خلالِ مساهمة 15 دولة حتى الآن ليبلغ مَجموع القروضِ التي خَصصها الصندوق 245 مليون دولار.. داعيًا باقي الدول العربية إلى الانضمام للمشروع العربي حتى يستكمل أهدافه المرجوة. ويرأس وفد المملكة إلى القمة وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز. مشاهد من القمة * كلمة الرئيس المصري استمرت أكثر من خمسين دقيقة، الأمر الذي جعل الإعلاميين الحضور يديرون حوارات جانبية بين بعضهم بعضا، ولم تخل تلك الحوارات من بعض النكات على طول الكلمة * التنظيم والترتيبات سواء في الاستقبال أو قاعة المؤتمر كانت دقيقة ومريحة للوفود والحضور * الحرس الملكي كان متميزا في أدائه كالعادة، لكن حدث موقف طريف مع الزميل رئيس التحرير الذي أبرز كرت الدعوة على الإيميل فرفض الضباط على بوابة الديوان الملكي السماح له بالدخول بحجة أن الإيميل لايمكن اعتماده ولابد من الكرت الورقي ولولا تدخلات من جهات عليا لما تمكن رئيس التحرير من حضور جلسة الافتتاح * الوفد السعودي برئاسة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وعضوية وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، ووزير التخطيط والاقتصاد الدكتور محمد الجاسر، والدكتور هاشم يماني ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة * تولى سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئاسة القمة بعد أن دعاه الرئيس مرسي في ختام كلمته وتصافحا ثم انتقل ولي العهد إلى مقعد الرئيس على المنصة بينما ذهب الرئيس المصري ليرأس وفد بلاده. * استمرت كلمة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز نحو خمس دقائق فقط وكانت من نوع خير الكلام. * عند الثامنة إلا ثلاث دقائق غادر أمير قطر والوفد القطري كله قاعة المؤتمر في الوقت الذي كان أمين عام الجامعة العربية يلقي كلمته. * بعد بضع دقائق من مغادرة الوفد القطري عاد ثلاثة منه، منهم أحد الوزراء الذي جلس في مقعد رئيس الوفد ثم عاد أيضاً ثلاثة آخرون بينما الأمير ورئيس الوزراء وزير الخارجية لم يعودا. * حصل فيما بدا خلل في أجهزة الصوت داخل القاعة أثناء كلمة ولي العهد وأمين عام الجامعة وما تلاهما حيث كانت أصواتهما لا تسمع إلا بصعوبة مما اضطر كثيرا لاستخدام أجهزة الترجمة، حيث إن الصوت من خلالها كان أوضح. * تساءل عديد من الإعلاميين العرب أثناء حواراتهم الجانبية عن هدف وجدوى الكلمات الطويلة في المؤتمرات وخلصوا إلى نتيجة أن لاجدوى منها ولا هدف لها، إذ لو تم توزيعها دون إلقاء لكان أوفر لوقت الناس. * وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد أجرى عددا من الأحاديث الجانبية مع عدد من المسؤولين العرب منهم وزير خارجية العراق ، الوزير الإماراتي استغل الوقت فيما يفيد حيث وقف في طرف القاعة أثناء إلقاء الكلمات الطويلة وأجرى حواراته التي استمرت نحو نصف ساعة. الأمير سلمان يترأس أعمال القمة الرئيس المصري محمد مرسي في افتتاح أعمال القمة