التوق للتغيير متعب للنفس البشرية، ويصبح عبئا لا أمل في إنجازه. يحبطنا اليأس فنستسلم للرتابة، وتمضي الأيام متعاقبة، لا نفكر ولا نحلم. بل نلمم أشرعة الإبحار والمواجهة، ونستمتع بتشابه أيامنا. خوف التغيير يجعلنا نخشى أحلامنا لأنها تقودنا للتهلكة. نستسلم للحياة كالشاة في القطيع. وكما في أغنية إليسا (أهي عيشه والسلام) ننتقل من يوم لآخر كما ينتقل الطائر من غصن لغصن. قد يحلو للأيام أن تداعبنا، فتحركنا فوق إرادتنا كأحجار فوق رقعة الشطرنج. ظروفنا تحكمنا وتعجزنا عن التحدي ويتلاشى الكلام عن الإرادة والطموح. نعيش في انتظار تغيير يأتينا من حيث لا نعلم. ونأمل في قوة خارجية إيجابية تحسن الحياة. ما يخيفنا أن يمضي العمر في الانتظار. أيمكن أن تتخيل إنسان يحب الحياة، وينتظر الفراغ ولا يحرك ساكنا؟ أيمكن لزهرة نضرة اقتلعت من جذورها، وزرعت في الصحراء، أن تظل زكية الرائحة؟ من خلال الضباب الشفاف قد نلمح في الأفق مفتاحا للتغيير ينسف الحياة الرتيبة، سنخاف في البداية، ولكن الثقة في حاجتنا للتغيير، ستحدث انقلابا جذريا لحياتنا، سنتكلم بثقة، ونعمل بإخلاص. عندما نبدأ مسيرة التغيير سنصاب بحالة من عدم التصديق، سنسعد ونستغرب كيف ولدت فينا الإرادة لتبديل حياتنا؟. حين نخطو سنشعر أننا نخوض غمار الحياة، ونعبر الدفة فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة. التغيير يبدأ من داخلنا نستبدل قلبا نخره الخوف بقلب جديد نغسله برذاذ البحر، وندفئه بالشمس، ونملؤه بالإيمان وحب الله والناس والخير.