نمارس تدوين أدق تفاصيل حياتنا اليومية- طوعاً- على صفحات المواقع الإلكترونية الافتراضية بكل فئاتنا وطبقاتنا الاجتماعية، فيما يصر البعض على احترام خصوصية مجتمعنا مقابل من يحسنون اللعب على الخطوط الحمراء ومن يتجاهلونها! ونحن نترك آثاراً ستشهد على حقبة من التاريخ قضيناها أجيالاً، هنا «تلك آثارُنا.. تدلُّ علينا»! وأجدني لا أتخيل كيف سيقرأنا من سيخلفوننا على الأرض؟! وكيف سيتفهمون حالتنا العامة؟! وبمَ سيحكمون علينا؟! وأي تحدٍّ تراه ينتظر أجيال الخلف عندما يستحيل السلف إلى أسئلة معجزة ضمن امتحانات قدراتهم! أسمح لنفسي بالتنبؤ بذلك على ضوء ما تنقشه أصابعنا من تناقضات ومضحكات ومبكيات وكوارث ونكسات وفساد وإصلاح وبنود أخرى نعيشها ونتأثر بها، ونتفق عليها وقد نختصم! وخلف أسماء حقيقية أو مستعارة، العاطفيون في الفيس بوك نجدهم يتمددون على قوائم المناضلين في التويتر! ومن تشرح طريقة صنع طبق «اللزانيا» هنا، تنادي بدخول المرأة إلى المدرج الرياضي وحتى البساط الأخضر ولكن في التويتر! لنعد للقوم فمنهم المحتفل باليوم الوطني هنا، وهو بعينه الساخط على مجلس الشورى، أعضائه، هناك! ودنجوان الدردشات مع مراهقات في سن بناته هنا، منافحاً عن أشباهه ولاعناً من سواهم هناك! بهذا كأنما أثقلت على «الفيسبوكيين» و»التويتريين» الكرام.. أدعوكم إلى «ركلة الترجيح» لأن المساحة لا تمنحنا كالفضائيات العربية «فاصل ونواصل»! * ركلة ترجيح: أتساءل: متى سندرك أهمية وخطورة تعاطينا مع المواقع الإلكترونية وحجم التأثير والتأثر بفعل مضامينها ورسائلها المتباينة؟ وكذلك ما سنورثه للأجيال وللمكونات الاجتماعية في غمرة هذا التسلسل المعلوماتي الإلكتروني الكوني الطابع؟! لنقف عند هذا السؤال العريض ومعنا علماؤنا ومراكز أبحاثنا الاجتماعية والوطنية!