تحل اليوم الذكرى الثانية لوفاة الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - غازي الشاعر.. والروائي.. والأديب.. والسفير.. والوزير الذي رحل عنا بهدوء ، وترك خلفه إرثاً ثقافياً وفكرياً وأدبياً خلده كأحد الرواد الكبار في المشهد الثقافي المحلي والعربي، وهو الذي كان طوال حياته لا يحل بمكان إلا وحرك سكونه وبدد جموده، فمن الأكاديمي الثائر إلى الموظف المتألق إلى الوزير المختلف، إلى السفير المثير، إلى الفقيد الكبير. غازي العائد من الغرب بشهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية والأستاذ المساعد في كلية التجارة، أتى ليكسر مألوفاً لم يكن ليجرؤ غيره على فعله، وليصطدم مع فكر لا يقبل الاختلاف ولا يحيد عن السائد، وليحارب إرثاً اجتماعياً وطوفاناً من المصالح حباً في تنمية وطنه، وكانت أسلحته في معاركه الضارية اثنين وستين مؤلفاً في الشعر والنثر والرواية والفكر والعديد من المواجهات الفكرية عبر المحاضرات والندوات. غازي القلوب والعقول الذي أسهم بأدبه ومن موقع مسؤولياته على تشكل وعي جيل كامل نشهد حراكه اليوم حين نرى عشاقاً له ومحبون يحتفون به طوال العام عبر صفحات الفيسبوك، وتوتير، فيتناقلون مؤلفاته ولقاءاته وشعره، وللوقوف على ذكرى الراحل كان ل(لرياض) لقاء مع أكبر أبنائه سهيل، ليحدثنا عن الذكرى الثانيه في رحيل صاحب حدائق الثقافة. * يذكر أن بعض الأعمال من روايات ومؤلفات شرع والدكم في كتابتها ولم تستكمل فما مدى صحة ذلك؟ وهل هناك ما ستقومون لنشره ؟ - هذا صحيح، هناك كتاب بدأ به المرحوم ولم ينته منه وهو عبارة عن كتاب يمزج بين الشعر والنثر، ولكننا لم نقرر بعد اذا كنا سنقوم بالنشر من عدمه. * يتردد قيام مجموعة من (أصدقاء غازي) بإنشاء دار لحفظ أعماله وتنفيذ فعاليات تخليداً لذكراه.. فبم تعلق؟ - لم نسمع بإنشاء أي دار لحفظ أعماله من أصدقاء أو جهات رسمية، إلا أن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمر بتسمية مدرسة باسم المرحوم بإذن الله تعالى.. كما أن الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية، أعلنت عن بناء بيت غازي القصيبي في المنامة. نخطط ل«جائزة غازي القصيبي» ولا يزال لدينا كتاب لم يكتمل تأليفه * وماذا عن مقتنيات الفقيد وكتبه؟ هل سيتم حفظ هذه المقتنيات وعرضها في متحف مثلاً؟ - تمت مناقشة هذه الفكرة على مستوى العائلة، وسنقوم بعمل ذلك بإذن الله ولكن لم يتم تحديد وقت لتطبيق الفكرة. * خصصت غرفة الشرقية جائزة باسم «جائزة غازي القصيبي لأفضل منشأة واعدة» فهل يوجد مبادرات من جهات أخرى لتكريم غازي؟ - لا توجد مبادرات أخرى، إلا أن العائلة مهتمة بمواصلة الدعم لاهتمامات الفقيد العلمية والأدبية، وذلك لتخليد ذكراه حيث سنقوم بعمل جائزة الدكتور غازي القصيبي تكرم المبدعين في المجالات العلمية والأدبية وسيعلن عنها بعد اكتمال الفكرة . * هل ترى بأن غازي أنصف بعد وفاته؟ وكيف تصف مواقف المجتمع وأصدقائه مع ذكراه بعد رحيله ؟ - كان موقف البيئة المحيطة من مجتمع وأصدقاء إيجابي، فلقد قاموا بدعم أفراد الأسرة، كما أن الطلبات والمكالمات التي تلقيناها من الصحافة خاصة والإعلام بوجه عام كانت كثيرة، إلا أنها لم تراع حينها شعور أفراد العائلة، ولم تراع مدى تأثرهم بخسارة الفقيد رحمه الله. * نود تسليط الضوء على غازي القصيبي الأب ورب الأسرة.. كيف تصفه لنا؟ وكيف تعيشون بعد رحيله ؟ - كان يحترم الجميع من الصغير إلى الكبير وعلى الرغم من مسؤولياته الكثيرة لم نلمس منه قصورا تجاه واجباته الأسرية وتواجده معنا وبيننا في المنزل، كما أنه لم يتوان أبداً في اظهار حبه لجميع افراد العائلة. * ماذا عنكم أبناء غازي القصيبي؟ ماذا فعلتم لتخليد ذكراه ؟ - لا يخفى على أحد مدى حزننا لفقده، والفراغ الذي خلفه بعده في حياة كل فرد منا، ولكننا مؤمنين بإرادة الله وإن الموت حق، وقد قمنا بتأسيس شركة باسم (غازي القصيبي) وذلك ليبقى اسم والدنا ذكرى طيبة في قلوبنا نورثها إلى أبنائنا رغم أن الوالد لم يكن يهتم بتخليد ذكراه أبداً. * حدثنا عن استضافتك في «مقهى القراء» بالرياض مساء اليوم وماذا ستقدم ؟ سأقوم بإلقاء كلمة في مقهى القراء بالرياض عنوانها «عن غازي أحدثكم» وسوف أتحدث عن بعض دروس الحياة التي تعلمتها من والدي رحمه الله. مع أحد أحفاده موقع القصيبي على شبكات التواصل الاجتماعي