بديت في رجم ٍ رفيع ٍ ومزموم وقمت افتكر باللي جرى من جواري يا الله يا اللي ترفع الطير بالحوم يا اللي بخصات المخاليق داري يا عالم الخافي يقينن ٍ وملزوم وما هوجست به خافيات الطواري أنت الكريم وناصر ٍكل مظلوم وموفي الديون وكاسي ٍ كل عاري ألا ولا يخفاك ليل ٍ ولا يوم علام ما يجري وما كان جاري الدين عنا ضايع ٍ تقل معدوم يا رب تظهر له ولي ٍ وطاري والمال سبي وعالي الجدر مهدوم وهدم المنار ونقضن السواري وينقطونه بالتناقيش وعلوم رحايل ٍ لبليس هجن ٍ عواري والا الشريمي ما وطى درب مثلوم ولا غار فوق مدرمحات السماري ولا كاتب الحاكم ولا عاهد الروم ولا عليه من النواقض مواري توقظوا يا ناس من غفلة النوم انباج نور الصبح عقب الغداري نيروا ترى من نار ماهوب مليوم تزبنوا منشي صدوق الذواري تنطحوا طير السعد كاسر الحوم عبد العزيز اللي على الفرس ضاري من نسل فيصل يا عسى العز له دوم ويا الله عسى حظ السعد له يباري جده ملك نجدٍ وهو ما معه قوم يسطي والأجرب له خوي ٍ مباري يضرب بحد السيف في عتق الروم أهل شاشة الباطل عليها يثاري حر ٍ من الديرة تقلل وملحوم خلا الصوارم عقب ضربه حباري مرذي مهار الخيل والفطر الكوم كم نجع قوم ٍ غب كونه وقاري له مخلب ٍ سوٍ على الصيد مسموم ولأدنى مقانيصه بنجد ٍ مواري ولا تحسبون الحرب يومينٍ ويوم الحرب يخلق له ويفنى ذراري يولد لها المالود بزر ٍ ومفطوم ويشيب به عود ٍ من الكبر هاري اسمع كلامي يا الإمام افهمه دوم من واحد ٍقد هو فهيم ٍ وداري حذاري من النمام تراه مذموم يحبط عمل دنياك منه الحذاري ومن قدم المشروع يعتز به دوم وحكم ٍ بلا شرع ٍ صباخ ٍ هياري ما يرتفع بنيه وراعيه مذموم في الدين والدنيا من العز عاري وصلاة ربي عد ما نبت ماسوم وإعداد ما هبت هبوب الذواري ترجمة الشاعر: هو فهد بن رشيد بن فراج بن مطلق السبيعي والملقب (راسان) عاش أواخر القرن الثالث عشر الهجري ومطلع القرن الرابع عشر الهجري وقد عاصر الملك عبد العزيز(طيب الله ثراه) في بدايات توحيد الجزيرة العربية ونجد أنه يرد اسم ابنه هكذا (زيد بن راسان) مع أسماء أهل المزاحمية في وثيقة تعود إلى تاريخ صفر 1351ه، ويبدو أنها قائمة بالمحاربين في نهاية العام الذي قبله بقيادة الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي - رحمه الله - وكافأهم الملك عبدالعزيز فأعطى كل مقاتل منهم خمسين ريالاً(وهو مبلغ ضخم في زمنهم). مناسبة القصيدة: قيلت في الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه)بعد أن استرد الرياض وبدأ يشن غزواته لتوحيد الجزيرة العربية والشاعر في قصيدته يتحدث عن تمنيه للملك عبد العزيز بتحقيق الانتصار ويحث قومه أن ينضموا لجيش الملك عبدالعزيز مذكراً إياهم بأحداث معينة. دراسة النص: لقد جاء عبد العزيز وهو لم يتجاوز العقد الثاني من عمره كأمنيةً غالية لشعب الجزيرة العربية يلبي إرادتهم وحاجتهم إلى تحقيق قيم العدل والحرية بدلاً من الظلم والاستبداد وحاجة الوطن إلى سيادة الأمن والاستقرار بعد ان عانى ويلات الفوضى والخوف والاضطراب ردحاً من الزمان، فتعززت رغبة مواطنين الجزيرة العربية في الامتزاج في نسيج وحدة وطنية ذات هدف واحد كما جمعهم المكان وان يسود بينهم السلام بدلاً من التشتت والتناحر وان يخرجوا من نفق الجهل والفقر والمرض الذي خيم عليهم طويلاً. لقد جاء عبدالعزيز الشاب الطموح ملبياً النداء الذي تتعالى وتيرته من هنا وهناك على حدٍ سواء حتى أصبح يشكل نداء الوطن ككل، وما هذه القصيدة إلا صوتاً قوياً صادقاً من مواطن يحث الآخرين على الثورة على الظلم والاتجاه نحو التغيير والانضمام لهذا الشاب القادم(الحر) الذي عاد مجاهداً ليرسخ قيم العدل والسلام والحرية ويتكئ على إرث أجداده المشرف في فرض هذه القيم وهذا الإرث يمتد لثلاثة قرون عرف الناس خلالها إن هذه الأسرة (آل سعود) التي ينتمي إليها هذا الشاب هي الرمز الذي يجتمعون عليه وأن عبد العزيز خيارهم الأفضل الذي سعوا إليه بل كان عبدالعزيز هو الربيع لشعب الجزيرة العربية وصانع التغيير المنتظر، فكان لهذا الخيار من الشعب الدور الأكبر في تهيئة النجاح الذي حققه عبدالعزيز في جهاده الوحدوي. وبالنظر في النص نجد أن الشاعر بدأ قصيدته مناجيا الله عز وجل وشاكياً أن الناس في هذا الوطن أصبحوا في حالة سيئة وأنهم يعانون من الظلم والجور والتعدي على الأموال والأعراض وانتشر بين الناس ظواهر الانسلاخ عن التدين بل وصل الأمر إلى هدم المساجد،ثم يدعو الله أن يظهر حاكماً ينتصر للحق والعدل: الدين عنا ضايع ٍ تقل معدوم يا رب تظهر له ولي ٍ وطاري والمال سبي وعالي الجدر مهدوم وهدم المنار ونقضن السواري ويتذمر الشاعر من أنه أصبح لأراذل القوم حظوة وسطوة عند أصحاب الأمر الطارئين وكيف أن هؤلاء الناس أصبحوا عيوناً ويداً لهم، ويستشهد على هذا الفساد بما حدث لشخص يسميه (الشريمي) ولم يحصل منه ما يعيب في دينه أو خلقه ولم يتعد على محارم الناس ولم يراسل حاكم أو يعاهد الترك وليس عليه أي ملاحظة ومع ذلك لم يسلم الضرر: والا الشريمي ما وطى درب مثلوم ولا غار فوق مدرمحات السماري ولا كاتب الحاكم ولا عاهد الروم ولا عليه من النواقض مواري ثم أن الشاعر يوجه خطابه لقومه أن يستوعبوا حقيقة ما يحدث وأن يصحوا من غفلتهم ويدركوا أن هناك فجراً قادماً سيجلي بنوره الظلام: توقظوا يا ناس من غفلة النوم انباج نور الصبح عقب الغداري نيروا ترى من نار ما هوب مليوم تزبنوا منشي صدوق الذواري ويحثهم على الانضمام إلى عبد العزيز(طيب الله ثراه) ويلقبه ب(طير السعد)الذي اعتاد على صيد الفرائس وهو من سلالة الإمام فيصل بن تركي متمنياً له النصر والعز، وان هذا ليس بمستغرب على من جده الإمام تركي بن عبدالله (راعي الاجرب) الذي قاتل الترك وحده واستعاد الملك بسيفه الاجرب، ثم يؤكد الشاعر ويطمئن الناس بأن عبدالعزيز صقر حر لا يخطئ فرائسه وان الجوارح أصبحت تخافه وكأنها حباري دلالة على خوف الظلمة من عبد العزيز، فقد أرهق الخيل والإبل بسبب غزواته الكثيرة التي دائماً ما تنتهي بالانتصار وحيازة الغنائم، وهي في حقيقتها تمثل طلائع الخير القادم: تنطحوا طير السعد كاسر الحوم عبد العزيز اللي على الفرس ضاري من نسل فيصل يا عسى العز له دوم ويا الله عسى حظ السعد له يباري جده ملك نجدٍ وهو ما معه قوم يسطي والأجرب له خوي ٍ مباري يضرب بحد السيف في عتق الروم أهل شاشة الباطل عليها يثاري حر ٍمن الديرة تقلل وملحوم خلا الصوارم عقب ضربه حباري مرذي مهار الخيل والفطر الكوم كم نجع قوم ٍ غب كونه وقاري له مخلب ٍ سوٍ على الصيد مسموم ولأدنى مقانيصه بنجد ٍ مواري ثم يخاطب قومه بان لا يعتقدوا أن فترة الحرب يوم أو يومين بل ستمتد لسنوات حتى أن المولود فيها يصبح شيخاً وهي لم تنته ويختم قصيدته موجهاً خطابه إلى عبد العزيز ويوصيه بأخذ الحذر من أهل النميمة وأن لا يستمع إليهم ومؤكداً على أنه لا عزة ولا قوة دون تحكيم الشرع. لقد أعطت هذه القصيدة صورة واقعية واضحة الأبعاد عن حالة أهل الجزيرة ورؤية استشرافية من مواطن تلك الفترة عن ما تعنيه لهم الحركة الوحدوية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن(طيب الله ثراه)وأكدت أنه لم يأت رغماً عن إرادة الشعب بل كان هو المنقذ الذي حقق حلم الشعب في الحياة الكريمة الآمنة والسير في ركب تطور الأمم ونهضتها وها نحن اليوم نعيش نتائجه الباهرة ونجني ثمره اليانع في عهد ابنائه من بعده، نسأل الله أن يحفظ على هذا الوطن وحدته وأمنه واستقراره.