أقيمت مساء الإثنين الماضي في أدبي مكةالمكرمة محاضرة للدكتور عبدالحميد النوري عبدالواحد بعنوان “اللسانيات الحديثة.. عرض ونقد”، ضمن فعاليات النشاط المنبري للنادي لهذا العام، بحضور رئيس النادي الدكتور أحمد بن نافع المورعي، وأعضاء مجلس الإدارة، وجمع غفير من المهتمين بالأدب والثقافة. واستهلت الندوة بتقديم الأستاذ مقبل الدعدي، قدم فيها لمحة عن المحاضر والمحاضرة. وأوضح المحاضر أن علم اللسانيات الحديثة يعني قدرة الإنسان على صنع الكلمات، وصياغة الرموز التي تمثل ظواهر عالمه الخارجي، وعالمه الداخلي، مما يميزه عن بقية الكائنات، وبفضل هذه القدرة استطاع الإنسان صياغة أنساق رمزية، ولغات مختلفة مكنته من التواصل مع الآخر، وأشار إلى ما يعرف بالدراسة القديمة للغة، ليظهر بعدها ما يعرف بالدراسة التاريخية للغة، وصولاً إلى ما يعرف اليوم باللسانيات الحديثة، التي حاولت أن تعطي تفسيرات جديدة لمختلف الظواهر اللغوية. وبيّن المحاضر أنه في عهد الإغريق كانت دراسة اللغة تعتمد أساساً على المنطق، فعلماء اللغة آنذاك لم يولوا اهتماماً باللغة في حد ذاتها، وإنما كان هدفهم الأساسي إيجاد قواعد تفصل بين الأشكال اللغوية الصحيحة والخاطئة، ضمن دراسة وصفية بعيدة كل البعد عن الواقع.