تعاني كثير من شركات تأجير السيارات في المنطقة الشرقية من انخفاض الطلب عليها وتتصاعد شكاوى المواطنين، بسبب الأعداد الكبيرة من سائقي المشاوير الخاصة الذين يطلق عليهم «أبو عشرة»، وهؤلاء السائقون يعملون تحت كفالة سعوديين حيث أصبح مسمى سائق عمل مربح لتلك العمالة، وتقديم مبلغ مالي بسيط لكفيل سعودي شهرياً هو المدخل لتك المهنة، ويتجمع المنتمون لهذه المهنة بكثرة أمام المجمعات التجارية وأمام الكليات، والمدارس، ويوزعون أرقامهم، وهناك من وصل منهم إلى مراحل متقدمه في المهنة، وأصبح مسؤولاً يوزع المهام على عدد كبير منهم. وقال معصوم أحد سائقي المشاوير، الذي يتحدث عن نفسه بكل ثقة ودون خوف قائلا ل»الشرق»: أنا سريلانكي أعمل سائقاً وكفيلي، مدير في إحدى الجهات الحكومية في الجبيل،»تحتفظ الصحيفة باسمة»، أدفع له مبلغاً كل شهر، وأقوم بتوزيع المشاوير بين أبناء بلدي من السائقين، مضيفاً إنه لا يخشى المرور والشرطة معتمداً على كفيله في حل مشكلاته . وعبرت عدد من الطالبات في كلية الجبيل اللواتي التقتهم «الشرق»، عن أملهن بخفض الأسعار من مؤسسات وشركات التأجير، حتى يتمكن من استخدام مركبات هذه الشركات والمؤسسات، لأنها على حد قولهن أكثر جدية ورسمية ويمكن العودة للمسؤول في حال حدوث المشكلات والتجاوزات من السائقين. وأشار صاحب مؤسسه تأجير سيارات ناصر ماجد الدوسري، إلى أن هؤلاء لا يعتبرون منافسين، لأن عملهم غير قانوني، «والكثير من الناس يفضلون التعامل معنا واستخدام سائقينا لأننا نقدم خدمة أفضل من ناحية السيارات التي نستخدمها وسائقينا مدربين ويحملون رخص قيادة، ويمكن الرجوع لنا عند حدوث أي مشكلة، بينما هؤلاء ليس لديهم أي مرجعية عند حدوث مشكلة، ومشكلاتهم كثيرة ومزاحمتنا في عملنا بطريقة غير قانونية وبالنسبة للأسعار، لا يوجد فرق كبير بيننا وبينهم لأننا جهة مرخصة والمركبات عليها تأمين بعكس سائقي المشاوير» وأضاف «نأمل اتخاذ إجراء رادع لوقفهم. كما أضاف سبق أن تقدمنا مع بعض الشركات في الجبيل لمرور الجبيل للحد من عمل السائقين غير المرخصين وقامت إدارة المرور بالقبض على عدد منهم ولكن كما ترون يعودون مرة أخرى». وعن تجارب عدد من الموظفات والطالبات مع سائقي المشاوير في الجبيل تقول فائزة السلمان هؤلاء لا يهمهم أرواح الناس، فالسرعة الجنونية تميّزهم دون وجود رادع لهم، كذلك التعصب وتشكيل مجموعات تتكتل في حال حدوث مشكلة لأي أحد منهم، فعندما تدخل والدي وتحدث مع السائق الذي يقلني يوميا وطلب منه عدم السرعة والحديث بالجوال إثناء قيادة المركبة غضب ورفض أن يكمل نقلي بقية الشهر، وعندما اتصل والدي على عدد من السائقين أبدوا رفضهم لأنه كما ذكروا لم يحترم ابن جلدتهم، فهم شكلوا عصابة وليسوا سائقين. وتقول أم إلياس، موظفة: «سائقو المشاوير يستحيل أن يذكروا أسماءهم الحقيقية الموجودة ببطاقاتهم لسبب هم يعرفونه، ففي أحد الأيام ذهبت إلى عملي مبكرة واتصلت على السائق وفور ركوبي معه شعرت بالخوف فكان يغنى ويتصرف بغرابة تامة، واتصلت على زوجي الذي تحدث معه بالجوال وطلب منه الوقوف في الطريق حتى يحضر، وعندما نزلت فر هارباً، ولا نعرف إلا اسمة ونوع سيارته لكن اتضح لنا أن الاسم ليس حقيقياً، وكثير من السائقين لديهم نفس نوع ولون السيارة لذلك أنصح الطالبات وأولياء الأمور بالاطلاع على بطاقة السائق ورخصة القيادة ومعرفة رقم لوحة السيارة». سائقي المشاوير أمام أحد المجمات