وقّعت قوى الإجماع الوطني المعارض المشكلة من ثمانية أحزاب والجبهة الثورية السودانية وبعض المنظمات الشبابية والمجتمع المدني في العاصمة اليوغندية كمبالا، على ميثاق أطلقت عليه «الفجر الجديد»، يهدف إلى إسقاط الحكومة السودانية بالوسائل كافة. لكن حزب المؤتمر الوطني الحاكم قلل من خطوة المعارضة، وطالب المعارضة بتحمل مسؤولية وتبعات كل ما تقوم به الحركات المسلحة التي وقّعت معها، وأكد على أنه لا مجال لإسقاط النظام بالقوة. وعقدت الجبهة الثورية والمعارضة والمكونات الشبابية والنسوية اجتماعاً في كمبالا خلال اليومين الماضيين للاتفاق حول رؤية وبرنامج مشترك للسودان بعد إسقاط نظام الحكم الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة وعشرين عاماً. وحدد ميثاق «الفجر الجديد» الذي وقّعته المعرضة السياسية والعسكرية، ترتيبات ما بعد إسقاط النظام، ونص على إقامة فترة انتقالية مدتها أربع سنوات تنتهي بإقامة انتخابات حرة ونزيهة وينعقد خلالها مؤتمر دستوري يحقق إجماعاً وطنياً حول كيفية حكم السودان. واشتمل الميثاق على قيام نظام حكم فيدرالي من ثمانية أقاليم بجانب العمل على فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة وإيجاد دستور انتقالي للحكم. وقرّر الموقّعون على الوثيقة تكوين مجلس تنسيق انتقالي سوداني لقيادة وتنسيق الجهود المشتركة بين أطراف الوثيقة كافة، والعمل على تقديمها للسودانيين والمجتمع الإقليمي والدولي. وعلى الجانب الآخر، قال الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم بدرالدين أحمد إبراهيم، إنه «لا مجال بأي حال من الأحوال للحديث عن إسقاط النظام بالقوة، لأن هذا مخالف لكل ما اتفق عليه داخل السودان». وأضاف «هناك طريق واحد للوصول للحكم، وهو طريق صناديق الاقتراع، وعلى كل هذه الأحزاب والمجموعات أن تعدّ نفسها للانتخابات القادمة، وإذا كان لديها بديل غير هذا أن تتجه للمشاركة في إعداد الدستور، لأنه هو الذي يحدد رؤية الحكم في السودان بصورة أساسية». من جانبه، قال رئيس تحالف قوى المعارضة السودانية فاروق أبوعيسى، ل»الشرق»: إنه وللمرة الأولى ومنذ وصول نظام الإنقاذ أصبح هناك برنامج الحد الأدنى للمعارضة وهو إسقاط النظام وليس التفاوض معه، مؤكداً أن إسقاط النظام بات «مسألة وقت»، وأكد عدم تخوفهم من تهديدات الحزب الحاكم لهم، ووصف الوثيقة بأنها سودانية خالصة. من جانب آخر، قُتل 14 شخصاً وأصيب العشرات في اشتباكات بين فروع لقبلية المسيرية (أولاد هيبان – سرور – متينان) في مدينة (الفولة) في ولاية جنوب كردفان الحدودية مع الجنوب، وأدت الاشتباكات إلى حرق ممتلكات المواطنين وإغلاق السوق الرئيس للبلدة، بالإضافة إلى المؤسسات الرسمية. وتعود أسباب الحادثة إلى نزاع حول ملكية أرض تعود إلى العام الماضي بين أبناء العشيرتين تجدد منذ يومين على خلفية مقتل شخص في ظروف غامضة. وأبلغ شهود عيان أن الاشتباكات اندلعت منذ مساء أمس الأول، عندما قُتل أحد أبناء «أولاد هيبان»، واتهمت القبيلة «أولاد سرور» و»المتينان» بقتله، مما أدى إلى تسارع وتيرة الأحداث، باستخدام أسلحة ثقيلة. وقال الشهود إنه تم إغلاق السوق وتوقفت حركة المدينة في وقت غابت فيه السلطات الأمنية التي لم تتدخل. وأفادوا بأن طائرة حلقت في سماء المدينة نهار أمس أثناء اندلاع الاشتباكات. أطفال في قرية بجنوب كردفان (الشرق)