أكّد الناقد والأكاديمي الدكتور حسين المناصرة، أن الكتاب الورقي مازال منافساً للهيمنة الرقمية، كون الكتاب مصدراً شبه وحيد في صياغة وعي المبدعين والإبداع، موضحاً في حديث ل»الشرق» أن معرض الكتاب نكهة ثقافية خاصة تعيد إلى الأذهان بهجة أن تختلي بالكتاب في أي مكان، وفي أي وقت، مشيراً إلى أن الكتب الرقمية لا تفضي إلى ما يشبه المشاعر الحميمة الناتجة عن العلاقة بين القارئ والكتاب الورقي، مبدياً تحفظه على تحقيق معرض الكتاب في عشرة أيام صياغة وعي مختلف في جمهور المتلقين، أو القراء، كون الوعي المختلف يتشكل لدى المثقفين والمبدعين الذين يشعرون بأنهم يكرسون علاقة حميمية بالكتاب الورقي، لأن كل مثقف، أو مبدع، هو جزء، أو علامة، في أي معرض كتاب، سواء كان مؤلفاً أو قارئاً، مشيراً إلى أنه لا يريد أن يقلل من مشروعية قدرة معارض الكتب على التأثير جزئياً -أو أكثر من ذلك- في جمهور الزائرين للمعرض، وإن كنت أتمنى أن يكون معرض الكتاب ظاهرة احتفالية يشعر بها ويتفاعل معها المجتمع كله، إلا أن ما يحدث هو العكس تماماً، خصوصاً إذا عرفنا أن عدد حضور الفعاليات المصاحبة للمعرض يكاد يكون محدوداً جداً، إن لم يكن معدوماً في بعضها، ما يدل على أن معارض الكتب قد تؤخذ في سياق كونها ظاهرة تجارية أكثر من كونها ظاهرة ثقافية تتشكل من خلال وعي ثقافي، قائلاً ما يُسهم في نجاح أي معرض للكتاب هو سعر الكتاب الرمزي لا التجاري الربحي، وحضور الفسح لكل الكتب حتى لا ينشغل زوار المعارض في البحث عن الكتب الممنوعة، ومن ثمّ تُهمش كتبٌ جادة، وأن تكون الفعاليات التي تصاحب المعرض قريبة من حاجات الناس وأذواقهم، لا أن تكون نخبوية يرتد صداها إلى آذان أصحابها، ومن ثم لابد أن يتأكد من خلال ذلك إقبال الناس على شراء الكتب وقراءتها؛ ليتحسن متوسط قراءة الإنسان العربي، الذي لم يتجاوز متوسط قراءاته 3 6 صفحات في العام.