محمد إبراهيم فايع حينما أتساءل عن حال شوارعنا في عسير، لا أقصد أن بقية الشوارع في مناطق بلادي الحبيبة لا تعاني من المرض نفسه، حفر وتشققات وترقيعات ومطبات عشوائية، وهندسة خاطئة، واتجاهات غير مرسومة، لكنني أطلق هذا السؤال في وجه أولئك المسؤولين عن الطرق في المنطقة، وهي رسالة إلى جميع المسؤولين عن الطرق والنقل، والجهات المعنية في بلادي في جميع المناطق، لأنه يبدو لي أحيانا أنهم لا يرون تلك الطرق صباح مساء، وهم يمرون منها أو من فوقها، أو أنهم لا يحسون بتلك الحفر العميقة، والشقوق الواسعة، والتجاعيد الكثيفة التي تزين شوارعنا، لأن لسياراتهم ميزات خاصة، تجعلهم يعبرون فوق شوارعنا الورقية «الموشاة» بما لذ وطاب من الحفر والشقوق والمطبات، لا يشعرون حينما ترتفع سياراتهم ثم تنخفض، بما نشعر نحن في سياراتنا. في كثير من الأحياء وتقاطعات الطرق التي تكثر فيها الحفر في مدينتي، شعرت بما نبذل من جهود في وضع علامات، أو حواجز إسمنتية أو إطارات سيارات لننبّه العابرين بسياراتهم من وجود تلك الحفر والتشققات، بل أطرف علامة صنعها مواطن ليدل المارين بأحد الشوارع الذي به حفرة صرف صحي مكشوفة طوال العام، وكأنها لا تحيا إلا بهذه الطريقة لتتنفس حياتنا وتذيقنا من عطرها، وضع صندوق القمامة الكبير! كما أن حكاية المطبات الاصطناعية حكاية أخرى، فهناك مطبات تفوق في حجمها جميع المقاييس العالمية، مما ترك لبعض المواطنين أن يضع لنفسه مطبا ليحد من تهور بعض الشباب، لكن من ذهب ضحية ذلك؟ إنهم كبار السن، وأصحاب النظارات من ضعاف البصر، الذين تفاجئهم في كل يوم مطبات جديدة، صناعة مواطن، وحفر وشقوق، نلحظ أنها تتسع وتكبر وتتواصل مع بعضها في عناق غير جميل ،مشّكلةً حفراً أكبر وشقوقا أوسع لتبتلعنا بسياراتنا إذا ما أرادت !لأنها لا تجد من الجهات المسؤولة من يعالجها مباشرة بردمها، أو إصلاحها، حتى خُيل لبعضنا أن هناك من يفرح بتكاثر الحفر والمطبات، لأن لديه أكثر من ورشة في المنطقة الصناعية، يسعى لينشطها!! وكما يقال: «مصائب قوم عند قوم فوائد»