الأمطار الغزيرة التي هطلت أخيرا على الشرقية كشفت العيوب الإنشائية للطرق والشوارع خاصة في الخبر التي تحولت إلى حفر ومطبات خطيرة جدا فلا تكاد سيارة تنفذ بجلدها إلا وتهوي أخرى في شراكها، على الرغم من التماسك الذي كانت تبدو عليه، فكل عمليات التجميل التي كانت تجرى لم تغير في بنيتها المنهكة، وبينما تهرع فرق الأمانة عقب كل مطر لإعادة تجميل ما تشوه، تبقى معاناة السكان قائمة مع كل «رشة مطر» خاصة سائقي السيارات الذين ملوا من زيارتهم المتكررة إلى ورش الصيانة لعلاج آثار تلك الحفر. وذكر عدد من السكان أن المعالجات المؤقتة التي تجري عقب هطول الأمطار من ترقيع للشوارع لا تفيد بل هي مجرد مسكنات؛ إذ ما يلبث أن يعود الوضع إلى ما هو عليه بمجرد عودة الأمطار مرة أخرى، ودعوا المقاولين إلى الاستفادة من تجربة «أرامكو» السابقة في مجال رصف الطرق وسفلتتها. أحمد الناصر كان أحد ضحايا الحفر غرب الدمام والتي كلفته الكثير بعد أن حولت وجهته مباشرة إلى المنطقة الصناعية: «تفادت السيارة التي كانت تسير أمامي حفرة عميقة بأعجوبة لكني لم أستطع فكانت خسائري فادحة جدا وكلفتني 4300 ريال وليس هناك من يعوضني عن هذه الخسارة». وأشار أبو عبدالله إلى إحدى الحفر بالخبر في بداية شارع الأمير طلال من شارع الظهران والتي تسببت في تلفيات كثيرة بسيارته، الأمر الذي كلفه تعطل أعماله حتى يراجع الصناعية، حيث أنفق هناك أكثر من 600 ريال وتساءل: من المسؤول عن رداءة سفلتة الطرق التي تتكشف عيوبها فور هطول الأمطار؟. وأضاف عادل عبدالعزيز الذي لم يمض على شرائه إطارات سيارته سوى أسبوعين: «تعرضت لعدة مطبات وحفر على طريق الخبرالدمام الساحلي أدت إلى تلف الإطارات وظهور أصوات غريبة أثناء السير مما دفعه للتنقل دون جدوى من ورشة لأخرى لاكتشاف مصدر الصوت. ولفت أبو سامي أحد المتضررين إلى أن شوارع الخبروالدمام يتم ترقيعها فقط كحلول مؤقتة وبمواد ضعيفة وكلما جاء المطر انكشف غشها وبانت حفرها. أما سعيد الغامدي فكان أكثر حسرة على حال الشوارع مقارنة بما كانت عليه في وقت ليس بالبعيد قبل أن ترفع شركة «أرامكو» يدها عن تشييد الطرق في المنطقة الشرقية وتتسلمها شركات المقاولات التي يجب أن تستفيد من تلك التجربة: «الشوارع كل يوم في حالة من التردي خصوصا تلك التي تقع وسط الأحياء والبعيدة عن أعين المراقبين»، مشيرا إلى أنه يضع بنفسه العلامات الإرشادية والبراميل أمام كل حفرة يكتشفها وهو في طريقه. أما سلطان الشمري فكان أكثر جنوحا في رأيه عندما طلب أن توكل جميع مشاريع الطرق لشركات أجنبية: «لا نكاد نجد مشروعا ويتم إرساؤه على شركة محلية حتى تظهر عيوبه بشكل سريع وقياسي ولا نسمع أبدا عن محاسبة». وطالب عدد من المتضررين من حفر الشوارع بإيجاد حلول عاجلة وتحري الجودة في نوعية الإسفلت في الطرق الداخلية والخارجية أو إيجاد آلية محددة لتعويض المتضررين ماديا من قبل أمانة المنطقة الشرقية. لكن ليست كل الحفر شرا بل تشكل «باب رزق» لأصحاب ورش الصيانة ومحال قطع الغيار. وقال أبو حسن «صاحب ورشة» إن أعمالهم تشهد ازدهارا كبيرا أيام المطر حيث تكثر أعطال السيارات بشكل عام ولكن أبرز الأعطال هو ما تسببه الحفر من تلفيات كبيرة، حيث يصبح التحكم فيها صعبا وهذا في أبسط الحالات، وأما أن تكون المشكلة أكبر كالسيارة المتوقفة الآن في الورشة التي كسر عمود توازنها الأمامي بالكامل وهو ما جعل صاحبها يحضرها بواسطة سطحة. أما أبو علي «صاحب محل لبيع الإطار» فذكر أن مبيعاتهم تزدهر أيضا أيام المطر بسبب التشققات التي تصيب إطارات السيارات والتلفيات الناتجة عن السقوط في الحفر. من جانبه أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان أن الأمانة تقوم بجولات ميدانية عقب نزول الأمطار لتحديد الأماكن المتضررة من الإسفلت ويتم على الفور التعامل معها وصيانتها، كما تستقبل البلاغات على رقم البلاغات في الأمانة، ويتم إرسال فرق الصيانة في حينه إلى المواقع المبلغ عنها .