اعترف نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، خلال احتفاء ثلوثية الدكتور محمد المشوح بضيوف ملتقى المثقفين الثاني، أنه دخل الثقافة وهو لا يعلم فيها كما يعلم بالإعلام الذي قضى عمره فيه، وهو ما صعب من عمله مع الثقافة، حسب قوله. وأكد الجاسر أن ما صعب مهمته الثقافية هو أن المثقفين كثيرو النقد، ولا يرضيهم أحد، وأن من يصنع الثقافة هو المثقف، وليس الوزارة التي تكتفي بدورها في التنظيم والترتيب، وتعجب من غياب فكرة قناة القرآن الكريم والسنة النبوية عن الوزراء السابقين، رغم أهميتها وقلة تكلفتها. وأشار إلى أن الوزارة تقوم بجهد كبير في خدمة الثقافة والإعلام، ويتضح ذلك من خلال المؤتمرات الثقافية والندوات الفكرية والمعارض والمناسبات المتواصلة في خدمة الوعي الثقافي السعودي، التي كانت سبباً في الدفع بعجلة التنمية الحديثة التي تشهدها المملكة. وأوضح الجاسر أن سياسة الوزارة تجاه تمثيل الدولة في الخارج تتم عبر اختيار المثقفين وفق شروط محددة ليس فيها محاباة لأحد. فيما بيّن أن الوزارة تعمل على تنشيط الأندية الأدبية عبر مساعدتهم في تأمين مقرات دائمة ومناسبة لهم. وكشف الجاسر أن الإذاعات تعدّ أميز القطاعات الإعلامية في الوزارة، وأكثرها استقطاباً للكفاءات، وأوضح “من المؤسف أن كثيراً من هؤلاء المتميزين لا يروق لهم البقاء فيها، وإنما يلهثون نحو الخروج على شاشة التلفزيون، رغبة في أن تراهم المعجبات. وعزا أحد أسباب انتقادات المثقفين للقناة الثقافية إلى أن بعض المثقفين لا يفقهون في الإعلام، ما يضعف من تقبل الجمهور لهم”. وأوضح الجاسر أن زمن الرقابة الصارمة مضى وولى، وأن نجاح معرض الكتاب مرهون بالسقف العالي للرقابة الذي يتمتع به، مبيناً أن هنالك طلبات كثيرة للاشتراك لا تتوافق مع مساحات المعرض المطروحة في الموقع، مؤملاً أن يتم عمل توسعة عاجلة تستوعب الناشرين. وكشف الجاسر عن قرب صدور قانون رابطة الأدباء، وهيئة الكتاب، التي قال إن الوزارة تعمل على التعجيل في إعلانها خلال الفترة المقبلة، وشكر في ختام حديثه صاحب الثلوثية الدكتور محمد المشوح، الذي قدم له درعاً تذكارية احتفاء بتشريفه. وكانت الأمسية شهدت مداخلات عديدة من الضيوف والمثقفين، ومنها مداخلة رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم، ورئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان، وغيرهما.