دعوة غريبة لكنها ديموقراطية وثورية بامتياز، جاءت على لسان القيادي الإخواني عصام العريان، أو إن شئتم أحد رؤساء مصر القادمين في الجدول، وبالتالي فلايحق لأحد -بعد هذه الدعوة المباركة- أن يزعم معاداة اليهود المحتلين، فهم إخواننا وأبناء عمنا، وكما يقول العريان فإن عليهم العودة إلى مصر كي يحل الفلسطينيون مكانهم! فهل المطلوب أن يتسرب اليهود إلى كل ربع من ربوع العرب أم أنها دعوة خاصة بمصر فقط؟ وهل يريد الأخ عصام أن نُمكن اليهود من أرضنا العربية كي يبقى الإخوان في الحكم؟ هذه دعوة لاتليق إلا بعصر الإخوان، ومع ذلك فسيأتي الحواريون -كالعادة- ليدافعوا عن سادتهم القابضين على جمر الدين والصلاح، لكن من قال -أصلاً- إن الإخوان أعداء لليهود أو حتى أعداء للصهيونية في هذا العصر المتردي؟ المشكلة أن الحواريين لايقرأون بتجرد، ولو فعلوا فسيجدون أن النفاق الإخواني لايهمه الدين ولا الوطن بقدر ما يهمه الحكم؛ لأن أغلب قيادات الإخوان هم عبارة عن تقية تتحرك على قدمين، وتفكر بوجوه عدة من طهران إلى تل أبيب! اليهود احتلوا فلسطين بالقوة يا أخ عصام، وعليهم أن يخرجوا منها بأي ثمن، وليست مشكلة العرب أن يوجدوا لهذه العصابات وطناً بديلاً في أي بلد عربي. العودة المظفرة -لو حصلت- ستكلف تعويضات ضخمة جداً لاتحتملها مصر. لكن إن كان الإخوان سيتكفلون بدفعها، فعليهم أولاً أن يُنعشوا الاقتصاد المصري الذي أصبح على وشك الانهيار، وإن زاد شيء فحلال على الأصدقاء من الإخوان واليهود، وأعان الله مصر الجمال والأبهة. على هذا العصر الذي لايليق بها ولايمثلها أبداً!