وضع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مؤتمر الحوار الوطني في مأزق جديد، بعد أن اشترط أن يرأس هو ممثلي حزبه، المؤتمر الشعبي، خلال المؤتمر، مطالباً رؤساء الأحزاب بدور مماثل، وذلك من أجل إنجاح الحوار، حسب قوله، فيما رأى مصدر أن الرئيس السابق يسعى إلى صفقة مع خلفه لإعادة تعيين نجله العميد أحمد علي صالح، في منصب عسكري رفيع بعد إلغاء الحرس الجمهوري الذي كان يقوده. وقال صالح، في تصريحٍ صحفي، إنه قرر تأجيل سفره لإجراء عمليات جراحية ومواصلة الفحص والعلاج إلى ما بعد انعقاد الحوار الوطني. وكان مقرراً لصالح، وهو رئيس المؤتمر الشعبي العام، السفر الأسبوع المقبل إلى إيطاليا للعلاج، لكنه أجَّل السفر وأعلن أنه سيترأس هيئة ممثلي المؤتمر الشعبي العام في الحوار الوطني. وقال صالح إن «الرئيس عبدربه منصور هادي سيترأس مؤتمر الحوار الوطني بحكم منصبه، ولابد أن يرأس هيئة مندوبي كل حزب، المسؤول الأول فيه، حتى تكون هناك قدرة على اتخاذ القرار لمعالجة ما قد يظهر من تباين في الآراء بين الأحزاب أثناء جلسات النقاش». من جانبه، رأى سكرتير الرئيس السابق أحمد الصوفي، موقف أحزاب اللقاء المشترك الرافض لرؤية صالح في الحوار إساءةً للرئيس الحالي باعتباره رئيساً مقترحاً من قِبَل المؤتمر الشعبي العام لإدارة مجمل مفردات الحوار السياسي. ورأى الصوفي أن موقف أحزاب اللقاء المشترك يتسم بالتشنج ويخرج عن قواعد المبادرة الخليجية والتسوية السياسية «كأنهم يريدون أن يتطابق المحاورون مع رؤاهم ومواقفهم، هذا خطأ فادح يجب تجنبه». وتمنى الصوفي، في تصريحٍ صحفي وُزِّعَ على وسائل الإعلام، أن يرى القياديان الجنوبيان حيدر العطاس وعلي سالم البيض، وكذا محمد علي أحمد وعلي عبدالله صالح، خلال جلسات المؤتمر في وئامٍ وطني يستهدف الوصول إلى تسوية حقيقية. واقترح الصوفي أن يتبوأ القائد العسكري علي محسن الأحمر، قيادة هيئة حزب الإصلاح، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، على طاولة الحوار أو من ينوب عنه عبدالوهاب الأنسي. وعقد المكتب السياسي لحزب صالح، أمس، اجتماعاً انتهى إلى وضع شروط جديدة للحوار من شأنها إضافة مزيدٍ من التعقيد على التحضيرات للحوار الوطني. ودعا المكتب السياسي لحزب المؤتمر إلى الالتزام بنصوص المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة فيما يتعلق بالحوار الوطني وما يخص تمثيل المشاركين فيه، خصوصاً الشباب والمنظمات والمرأة. وأكد في بيان سياسي ضرورة مشاركة جميع الشباب من مختلف الساحات في مؤتمر الحوار وفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية، رافضاً أي اجتهادات أو خروقات لنصوص المبادرة وآليتها في هذا الشأن. وعبّر المكتب السياسي ل»الشعبي» عن رفضه أي محاولات للالتفاف على المبادرة الخليجية، وأشار إلى عدم التزامه بأي معايير أو أسس تقرّها اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني بما يخالف نصوص المبادرة وآليتها التنفيذية المزمنة، داعياً جميع الأطراف الموقعة على المبادرة إلى رفض أي تفسيرات تناقضها. وبموجب هذا البيان يشترط حزب صالح أن يكون له تمثيل من حصة شباب الساحات الذين خرجوا للإطاحة بنظامه. بدوره، قال قيادي في «الشعبي» إن صالح يضغط على الرئيس هادي من أجل إعادة تعيين نجله العميد أحمد علي صالح في منصب عسكري ضمن المناصب الشاغرة التي سيعيِّن هادي فيها قادة عسكريين قريباً. وأضاف المصدر أن اشتراطات صالح وحزبه تجاه الحوار تهدف إلى الخروج بصفقة بين صالح وهادي تتم فيها إعادة تعيين العميد أحمد علي في قيادة إحدى المناطق العسكرية، بعد أن تمت إقالته وإلغاء الحرس الجمهوري الذي كان يقوده منذ سنوات.