بحمد الله وتوفيقه، فإن فائض ميزانية بلادنا هذا العام قد شد الانتباه في الخارج والداخل، وحسب المعلومات الأولية فإنها قد تجاوزت نصف تريليون ريال، وقد تم تقدير سعر برميل النفط لحسبة الميزانية في حدود 60 دولارا وفي رواية أخرى 35 دولارا، وفي كلتا الحالتين الحسبة جداً ممتازة، إذا عرفنا أن النفوط الخليجية «العربي الخفيف والثقيل ذا الكثافة الأقل» تقل تقريبا 10% عن النفوط الأخرى في الأسواق العالمية النفطية «100 110 دولارات». وهو سعر القياس مثل نفط بحر الشمال في بريطانيا «برنت». الذي أود أن أصل له، أنه إذا كان الفائض في الميزانية بهذا الكم من المليارات نستطيع أن نضيف ما معدله 30% على الميزانية المعلنة التي تم تقديرها ب «410 مليارات». والحمد لله بلادنا لا تدخر شيئاً يسعد المواطن ويزيد في رفاهيته. وعلى رأس الضروريات الأمن والصحة والتعليم وهذه متوفرة، ونحن نعتبر من الشعوب الشابة؛ وذلك أن الشباب لدينا أكثر من النصف، وربما وصلت نسبتهم إلى 70% وهذا يعطي نظرة للأمام بالتخطيط والتفكير لاحتواء هذه النسبة الكبيرة حتى يشاركوا في بناء المجتمع «ويفتحوا بيوتا ويخلفوا بنين وبنات» ولسان حال كل شاب في بلادنا عندما يسمع ويقرأ عن ميزانيتنا ينتابه الفرح والسعادة ليقول بصوت عالٍ «ميزانية خير وبركة.. لكنني محتاج وظيفة»، أملنا وطموحنا أن يجد كل شاب من شباب الوطن وظيفة يخدم بها نفسه ويخدم بلده ويتزوج ويكون أسرة كريمة؛ ليستقر نفسياً، والبطالة معروف عنها أنها تولد الفقر والحاجة، وهذان العنصران غاية في الخطورة في كل المجتمعات، ولا نستثني مجتمعا عن آخر. وكما يقولون «إذا جاعت الوحوش لا ترحم أخواتها» و»الخير الذي لا يغني أهله لا خير فيه». ونحن نحمد الله أنّ ولاة أمرنا، وعلى رأسهم الملك الصالح خادم الحرمين الملك عبدالله أطال الله عمره، وحفظهم الله جميعاًً، يحبون لشعبهم ما يحبون لأنفسهم، ولكن نخشى من البطانة السيئة التي تحول بين اليد التي تمنح واليد التي تأخذ، بل إن البطانة السيئة دائماً تقطع خط الخير الممتد بين الراعي والرعية. إننا والله العظيم وتالله الكريم خير شعب في الولاء للوطن ولولي الأمر، ودستورنا هو الشريعة المستمدة من كتاب الله وسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد أوصانا الله في كتابه العزيز، قال تعالى «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» صدق الله العظيم. ونحن على ما أمرنا الله به، إلى أن يقضي العمر، ولكن بالمقابل لا نريد أن يكون هناك من الجوع والعوز والاحتياج والبطالة والفراغ لأنها من منغصات الحياة، نعوذ بالله منها. اللهم احفظ بلادنا وولاة أمرنا من كل سوء ومكروه. آمين