أكدت مديرة مشروع التراث العربي، وأستاذة علم الموسيقى الإثنية في كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية في الكويت، الدكتورة ليسا أركيفيتش، أن جمعية الثقافة والفنون تستطيع أن تغير تفكير المجتمع وثقافته، وتجعل الناس يتفاعلون مع الفنون، مقارنة بين عدم تقبل قسم من المجتمع السعودي للفن، وللموسيقى تحديداً، بعدم تقبل المجتمع الأمريكي لموسيقى «الجاز» في بداية ظهورها، التي تعتبر الآن من المقامات الأولى في أمريكا -على حد تعبيرها-، مؤكدة أن المملكة تتشابه إلى حد كبير مع الولاياتالمتحدةالأمريكية من حيث كبر مساحتها، وتعدد ثقافاتها. وأوضحت أركيفيتش ل «الشرق»، خلال زيارتها لجمعية الثقافة والفنون في حائل، أنها كانت قبل ذلك في القصيم، وستزور جدة والطائف لإتمام عملية توثيق ورصد لفائدة بحث علمي تقوم به. وأضافت أن ما دعاها لزيارة مدينة حائل تحديداً أفراد من قبيلة «شمَّر» في الكويت قالوا لها إن عرضتهم مصدرها مدينة حائل. وأضافت أركيفيتش أن الموروث الشعبي لدى دول الخليج يتشابه في السمة العامة، مع بعض الاختلافات، مبينة أنها بدأت بحثها بدراسة لون معين، وبعد ذلك تشعبت فيه أكثر، لأنها وجدت أن لكل قبيلة ألوانها الخاصة. وبينت أنها بدأت بهذا البحث عام 1413ه، وفي حال إتمامه سينشر في العالم كله، وسيطبع في لندن ونيويورك، وسيكون متاحاً على الإنترنت، وستحاول أن تترجمه إلى اللغة العربية، مؤكدة أنها في كل مرة تخرج بنتائج جديدة، ولا تستطيع شرحه بكلمات بسيطة، خصوصاً أن كثيراً من هذه الفنون اندثر الآن، أو يكاد، لصالح بدائل أخرى، وضربت مثلاً على ذلك «السمسمية قديماً والأورج حديثاً». وأردفت أن الموسيقى في الخليج رائعة، والموسيقيون يحبون التراث، مؤكدة أن بعض العامة قد لا يحب بعض أنواع الموسيقى، ولكنها فن جميل وينتمي إلى البيئة.