قامت الدكتورة المشاركة في علم الموسيقى في جامعة بوسطن بالولايات المتحدةالأمريكية ورئيسة قسم الموسيقى في الجامعة الأمريكية في الكويت ومديرة مشروع تراث الجزيرة العربية «ليزا اركوفيتش» بزيارة قبل أيام لمدينة جدة زارت خلالها جمعية الثقافة والفنون بجدة بالتنسيق مع نائب رئيس قسم الموسيقى بالجمعية الأمير سعود بن عبدالمجيد بن سعود بن عبدالعزيز. وقد اطلعت الباحثة الأمريكية خلال زيارتها لمدينة جدة على التراث الغنائي الذي تتميز به مكةالمكرمةوجدة، وأقيمت ليلة تراثية للدانات المكاوية قام بأدائها نخبة من أمهر العازفين أمثال عازف القانون مدني عبادي وعازف الإيقاع محمد بصفر وآخرين بقيادة الفنان الكبير جميل محمود الذي حضر من مكةالمكرمة خصيصًا لعمل الدانات بصورة متكاملة لضمان جودة وصدق التسجيل الذي قامت به الدكتورة ليزا بنفسها والتي قامت بعد كل دانة بالتحاور مع قائد الفرقة جميل محمود للتعرّف على التفاصيل بدقة متناهية وكان مسؤول القسم الموسيقي بجمعية الثقافة والفنون بجدة حسين الأهدل حاضرًا كل الحوارت وعروض الدانات. كما أقيمت في مقر جمعية الثقافة والفنون بجدة حفلة شعبية خاصة للتسجيل قام بالتنسيق لها رئيس لجنة التراث والفنون الشعبية والموسيقى محمد سليم ومسؤول التراث عبدالله محمد أبكر وبحضور نائب رئيس قسم الموسيقى الأمير سعود بن عبدالمجيد بن سعود بن عبدالعزيز، وقدمت الفرقة الشعبية الاحترافية «صدى الحجاز» بقيادة خالد شجون ثلاثة عروض رئيسة، كان العرض الأول لوحة تراثية متكاملة عن اللون البحري الينبعاوي قامت الفرقة بأدائه بصورة متكاملة وتم التسجيل ومن ثم صعدت الدكتورة ليزا على المسرح واقتربت من المؤدين وأجرت حوارات حول طريقة عزف السمسمية وأسماء أوتارها الخمسة وكيفية العزف عليها، ثم تحاورت مع الإيقاعين وتعرّفت على عدد ضربات الإيقاع وأسماء كل إيقاع مصورة ضرباتهم عليها كل على حدة. والعرض الثاني كان لوحة تراثية متكاملة عن لون المزمار وأدائه ورقصاته وتفاصيل وقوف الراقصين ومكان جلوس العازفين ومنشدي الزومال وقامت الدكتورة ليزا بالتحدث مع كل أفراد فرقة «صدى الحجاز» الذين أدوا اللوحة بدءًا من رئيس الفرق خالد شجون وسجلت جميع التفاصيل وصوّرت طريقة الأداء لكل إيقاع. والعرض الثالث لوحة تراثية عن لون الخبيتي وهو اسم مأخوذ من الخبت أي الخلاء وهو المكان الخالي من الناس في الصحراء وأطراف المدن الخارجية وتم تسجيل هذا اللون من قبل الفرقة التي ارتدت الملابس التراثية المناسبة لها وأدتها بإجادة كبيرة ثم تحاور أفراد الفرقة مع الدكتورة ليزا اركوفيتش مباشرة. وكان مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة المهندس عبدالله التعزي متواجدًا في كل الفعاليات التي سجلتها الدكتورة ليزا. وعبّر عبدالله أبكر عضو لجنة التراث في الجمعية عن اندهاشه لتسجيل التراث الخاص بالحجاز من قبل الدكتورة ليزا بهذه الصورة الدقيقة وعدم وجود أي كتاب مفصل عن القصائد أو الزواميل التي تقال في اللوحات الشعبية، وهذه تعتبر مناسبة لجمع التراث واللوحات الشعبية وتصنيفها وتبويبها بما يتناسب مع أهميتها وقيمتها الكبيرتين. وفي نهاية العرض شكرت الدكتورة ليزا الجمعية على إتاحتها هذه الفرصة لها لعمل هذه التسجيلات التي ستترك منها نسخة كاملة في جمعية الثقافة والفنون بجدة بعد الانتهاء من جميع التسجيلات. كما ذكرت بأنها ستختار دقيقتين من كل لوحة تراثية شعبية سجلتها وتضعها في متحف التراث العلمي في أمريكا بحيث يكون معروض لكل زوار المتحف القادمين من كل أنحاء العالم ويعتبر هذا المتحف هو المكان الذي تجتمع فيه كل الرقصات الإنسانية من كل دول العالم. وقد ذكرت الدكتورة ليزا أن التراث الحجازي والرقصات الشعبية ليست مسجلة في المتحف إلى اليوم رغم أن كل التراث الإنساني في معظم دول العالم مسجل هناك، ولكنها ستحرص على أن تضع كل الأنواع التراثية الغنائية الحجازية والرقصات الشعبية التي سجلتها في معروضات المتحف عند عودتها، كما ستقوم بإضافة كل ما تم تسجيله ضمن المقررات الدراسية التي تعطى للطلاب في قسم التراث والموسيقى بجامعة بوسطن الأمريكية حيث تدرّس الدكتورة طلابها. من جهة أخرى قامت الدكتورة ليزا اركوفيتش بزيارة لفروع جمعية الثقافة والفنون في أبها وجازان للتعرف على التراث والفلكلور في هاتين المنطقتين، وذلك بتنسيق مع جمعية الثقافة والفنون بجدة.