مع تصاعد العمليات الاحتجاجية في سورية، توقف (الكدادة) السعوديون عن العمل خط الشام الذي يعد أكثر الخطوط طلبا من عابري المنفذ، نظرا للأعداد الغفيرة للمسافرين عن طريق البر من دول الخليج وقرب المنفذ من مطار القريات، وذلك تجاوبا مع التحذيرات التي أعلنتها وزارة الخارجية أواخر شهر نوفمبر الماضي، ودعوة رعاياها في سورية إلى مغادرتها، وطلبت من مواطنيها عدم السفر إليها في الوقت الراهن بسبب ما تشهده البلاد من اضطرابات. وكان الكدادة السعوديون سابقا يسجلون حضورا لافتا بالقرب من مكاتب السفريات الدولية، وعلى امتداد الطريق الدولي الواصل إلى منفذ الحديثة على الحدود السعودية – الأردنية. كما أصبح سائقو سيارات الأجرة السوريين يطول انتظارهم في استراحات منفذ الحديثة الحدودي شمال المملكة لأيام على أمل أن يأتي مسافر لسورية، بعد انخفاض أعداد المسافرين، وشدد عدد من السائقين على أن الحصول على مسافر لسورية يعتبر نادرا في ظل تردي الأوضاع وعدم الإقبال على السفر سواء من المغتربين السوريين أو مواطني دول مجلس التعاون. ويؤكد محمد الحوراني وهو سائق أجرة سوري، أن خط الشام شبه متوقف لسيارة الأجرة ويقتصر على سيارة النقل الكبيرة والبرادات، وبيّن الحوراني أن بعض السائقين توقفوا عن العمل مجبرين في ظل عدم توافر الوقود في سورية وتردي الأوضاع، وشح أعداد المسافرين. جدير بالذكر أن أغلب سائقي الأجرة السوريين من محافظة درعا، لوقوعها بالقرب من منفذي (جابر) و(الرمثاء) ويؤكد السائقون السوريون أن وقود السيارات داخل سورية لا يمكن الحصول عليه بسهولة، حيث تصطف السيارات في طوابير لأيام. كما أكد عدد من أقرانهم الأردنيين أن الكثير من زملائهم، الذين كانوا يعملون على خط عمان- دمشق حولوا خط سيرهم لبغداد أو القريات بعد تصاعد الأحداث وتعرضهم لمضايقات في داخل سورية، وانخفاض الطلب بشكل كبير على السفر لسورية، وشددوا على أن هناك عمليات نزوح لعائلات سورية من حمص وحماة لأقاربهم في الأردن أو لبنان. وتحذر أجهزة النظام من تسرب أي مقطع فيديو يوثق انتهاكات أو مداهمات لأجهزة الأمن والشبيحة، عن طريق المسافرين من المنافذ البرية لتوصيلها خارج سورية وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتابع الثورة في سورية. ولتفادي ذلك يعمد موظفو الجمارك السوريون في المنافذ البرية، خاصة منفذ جابر الحدودي الرابط بين الأردن وسورية ويعد نقطة عبور رئيسة لمسافري السعودية والخليج لسورية وتركيا ولبنان، بفحص ذاكرة الهاتف المحمول تحسبا لوجود مقاطع فيديو توثق لاعتداءات أو انتهاكات وتخوفا من تهريبها، ويشدد موظفو الجمارك على السؤال عن وجود كاميرات تصوير، ويكررون سؤالا محددا على جميع عابري المنفذ: هل أنت صحفي؟ وماهو القصد من الزيارة؟ وكما يؤكد عابرون للمنفذ أنه تم تطبيق هذا الإجراء منذ شهر سبتمبر الماضي.