بينما تقود سيارتك بين طرقات مدينتك التي ترغب أن تكون جميلة وتستقطب الزوّار من أي مكان، أو في حيّك الراقي، الذي امتلأ ضجيجاً وصخباً بسبب سوء تخطيطه، ستجد مع هذا وذلك عبارات تفاجئك، وتؤرّق نفسك، وتتعب تفكيرك، وتوقظ حسك الوطني، عندما تقرأ «انتبه، أمامك مطب اصطناعي، أو منحنى خطر جداً، أو مشروع تطوير دخل في عمليات الإهمال والتسويف، وإعادة صيانة وتهيئة، تحت مخدر التسويف والتأجيل». هكذا يكون الحال في مرورنا على طرقاتنا، سواء أكانت رئيسية أم فرعية في بلدنا الذي ما كان يتوانى في يوم من الأيام عن مساعدة شبابنا على العمل، وإيجاد فرص لهم، خاصة في مربع التجارة بكل صورها المباحة، وأشكالها المتنوعة في مجالاتها، من خلال التشجيع المستمر، والحث الدؤوب على حفظ أموالنا في بلدنا، عن طريق الكسب الحلال، فلم يكن شابنا ذو العقلية الذكية، والنشاط الحيوي، والإمكانات المختزلة في ذاته، يغيبُ عنه السعي وراء تجارة رابحة، ويبدو ذلك في الخطوة الأولى له؛ ينافس العامل الأجنبي بكل ثقة وعزيمة؛ لأنه لا يخفى عليه مجموع الأموال الطائلة التي تحول من بلدنا لبلده نهاية كل أسبوع، أو عند انصرام كل شهر، أو في ختام كل سنة، ويحارب السعودة بكل ما يخالف أنظمتها القائمة، وعيون بعض مراقبيها النائمة، وأمانة بعض المسؤولين عنها الغائبة، ويتمنى أن يصفق له الجميع؛ لذلك بدلاً من أن يرى أخاه بكل شحمه ولحمه وشريكه في الهوية الوطنية في ساحة السوق، يذهب للأجنبي، ويهز أو يطأطئ رأسه افتخاراً بخدمته المقدمة منه، أو اعتزازاً بلسانه الساحر، ويغض البصر عن المجاور والمناضل للعامل الأجنبي، ذلك الشاب الذي يحلم بمستقبل يواجه فيه متطلبات أيامه وأعباء الحياة، أو يحميه من الوقوع في شباك الجرائم المنتهيه إلى خلف القضبان. ولكنه يشعر -مع الأسف الشديد- بعبارة جديدة عنوانها «انتبه، أمامك سعودي في السوق»، على نمط عبارة «انتبه، أمامك مطب اصطناعي» من بين تحذيرات عالقة في الطريق. أفلا نشجع بعضنا بعضاً في إبقاء المواطن السعودي في أسواقنا أمام تحدي الأجنبي له دون مطب نفعله، أو عبارات نرميها أمام ذلك السعودي القادم؟