كنت قبل فترة أستمتع بمشاهدة ابن أخي الصغير الذي لا يتجاوز عمره السادسة وهو منشغل بلعبة سباق الراليات على البلايستيشن ،،، ورأيته وهو يسرع بسيارته ويناور بسرعة وتهور، ويتفاعل أكثر ويشعر بالفخر والاعتزاز حينما يسقط أحدهم أو يسبقة ،،، يالها من لعبة مثيرة جداً ،،، فسألته لماذا تفتخر وتشعر بالنشوة والعزة حينما تؤدي إلى اصطدام أحد المنافسين أو تسبقة فقال لي وتريدني أن أظهر أني أنا الخاسر ، أهم شي ما فيه أحد يهزمني ،،، بهذه القصة أود أن أفتتح مقالي الذي يجول في خاطري منذ زمن ،،، وهو ما نشاهده أو نسمعه من تصرفات شبابنا وكبارنا أثناء قيادتهم لسياراتهم على الطرقات العامة ، إنني أشبة قيادة بعضهم كقيادة ابن اخي الصغير على حلبة سباق الراليات ، و كأنهم جعلوا جميع السائقين على شوارعنا العامة عبارة عن متسابقين ومنافسين يقودون سيارات الفورمولا ون ، فشي طبييعي جداً أنك تسير على خط ضيق لا يتسع نظامياً إلا لسيارة واحدة فقط وتجد أحدهم خلف سيارتك يضرب بالمنبة ويؤشر بالكشافات العالية لتفسح له الطريق ،،، وإلا ستجده ملاصق لسيارتك وقد يصدمها صدمات خفيفية لأن الطريق كما يظن مخصص لسباق الراليات ،،، ولا غرابة أن تجد على الطريق أيضاً مطبات صناعية وضعت لهدف ما - أن تجد المتسابق على طرقات الراليات كما يظن - يتجاوزك ويخرج خارج الخط ليتخطى المطبات وذلك كله بسرعة جنونية وينظر إليك باشمئزاز وكأنه يقول لك روح تعلم القيادة أنا أتحداك و أسبقك يا غشيم – و لاحظ معي أيضاً إذا انتظرت لتفتح الإشارة الضوء الأخضر - وجميع المتسابقين كما يظن بعضهم - على أهبة الاستعداد لبدء اشارة الانطلاق ، فعلاً ستجد من المتسابقين لا يقف على أحد المسارات المخصصة و إنما يدخل يمينا ويساراً و أحيانا يركب الرصيف كل ذلك لأجل أن يكون هو الأول ممن ينطلقون ،،، وقارن معي أيها القاريء الكريم أن من يدخل هذا الطريق العام – عفوا حلبة سباق الراليات – لا يعتبر أبدا لوجود سرعة محددة يجب الالتزام بها فالسرعة مفتوحة في سباق الراليات ولذلك لو كان يسير خلف من يلتزم بالسرعة النظامية فهو سيكون في محل سخرية وسب وشتم إلى أبعد الحدود ، لذلك لا غرابة أبداً أن تكثر الحوادث في سباقات الراليات لأن بعض من يقود المركبات يعتبر أنه يريد أن يكون الأقوى . أيها الأعزاء لقد سافر بعضنا لخارج وطننا الحبيب وشاهد كما شاهدت أنا في سفرياتي لبعض الدول العربية والخليجية والغربية كيف أن من اخترع السيارات وابتكر لعبة سباق الراليات لا يقودون سياراتهم كما يقودها بعضنا في بلادنا ، فهم ملتزمون بالسرعة المحددة والسير بكل هدوء حتى في أحوال جوية سيئة للغاية و على طرقات أسوء من طرقاتنا ، تساهل الكثير من قائدي المركبات في بلدنا في أمر مهم وهو أن الحديد إذا تقابل مع الحديد أو الصخر وبينهما لحمة كبيرة فسوف تتقطع إرباً إرباً ، فالذي نقودة حديد ونسير علي صخرة صماء ونحن اللحمة الكبيرة ،،، فلابد من وقفة جادة و توعية شاملة لمن يقودون المركبات و أن يتغير الفكر لدى عقول الكثر منا بأننا نسير على طرقات عامة وليس على حلبات سباق و ألا نتأثر بما نشاهدة في فيلم الناقل وغيره من أفلام الاكشن والألعاب الالكترونية . ماجد حرمل عضو هيئة تدريس بجامعة جازان