«يذوب القلب في قدح المحبة»، لا، يشدو فيتبخّر! يتقمّص خاصية البحر فيمطر طمأنينةً وتوقاً! للقلب خاصيةُ الشفافية والضوء. المعدن يذوب، المشاعر تشّف. هنا علّة الجسد والروح، متى ما خان الجسدَ قدرهُ، تتألم الروح لفقدها، فتنسلخ! * الحبيبة في النص الشعري مخيفة! كالفقد الطفولي! كالجرح الممسك دمه خجلاً من الخروج كي لا تتألم الأعين. علّ الخوف من كتابتها هو اجترار الصورةِ القديمة للرومانتيكية المستهلكة. علّها حالة التردد الموشوحة بالرماد. علّ الحبيبة هي المشهد بأكملهِ، إذا عرض على البياضِ يفنى! * الألمُ جسدٌ يضربنا، لنعذره! هكذا يعبّر! * للكلمة دويٌّ كوقع النسيم على صفحة الماء! يخترقها حتى يرتطم بأقصى القاع!تعريف هذا الضجيج الصامت: شعورنا بالآخرين. * للانتحار يد مقطوعة، تسحب المنتحرَ أو تضجُّ به للتراجع. لِمَ التراجع من الأساس؟التشاؤم من الحياة سببهُ الهتك والنهب، برمجة اللغويات الروحية، ربط قدم الوجدان بالأصفاد وجعل القدم الأخرى تتحركُ بنهمٍ وجوع!معذورٌ هو المنكمشُ المحطمُ، معذورٌ حبلُ المشنقة. الوحيدون اللامعذورين هم الشعراء! * الراوي الصادق من يشعل القلوب بالحب، من تنحدر حروفه من أقصى قممِ الإنسانية سيلاً يجرف الأحجار ويقتلع الأشجار المتعفنة والفطر السام الفاسد. زمن الرواية معتدى عليه، جسدُ السردِ زرع بداخلهِ ورمُ التفرقة، ما أحلى الفراق في الصفحة السادسة عشرة ما بعد المائة، ما أقذر التفرقة! * الزمان، البعدُ الرابع -كما نظّر أينشتاين- واقفٌ ينتظرنا، ينادي: هنا! يا أصحاب الأرجل المقلوبة! * تضمحلّ الصور، ينعتق المشاهدُ بسكرِ الألوان ويتأوّه. تبكي العيون قبل بكاء صاحبها! هكذا يقتحم مشهد القتلِ صميم المعدن! * جرةٌ على كتف، الأخوة! جرةٌ فيها الدبسُ والشهدُ وماء الوردِ وزعفران التلاحم، نحن ساكنو الجرّة ! النقاء يحملنا!