يصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم الاربعاء إلى الجزائر في زيارة تستمر يومين سيسعى خلالها لتوظيف رصيد التأييد الذي يحظى به في هذا البلد للنهوض بثلاثة تحديات، وهي إيجاد الكلمات المناسبة لتضميد جراح الماضي واستئناف التبادل الاقتصادي وتوجيه رسالة أمل إلى الشباب الجزائري. ويرافق هولاند وفد هو الاكبر الذي يغادر معه إلى الخارج منذ توليه مهامه في مايو الماضي ويضم حوالى 200 شخص بينهم تسعة وزراء و12 مسؤولا سياسيا واربعون من رجال الاعمال وكتاب وفنانون وحوالى مئة صحفي. وقال الناطق الدبلوماسي باسم قصر الاليزيه، رومان نادال، إن ذلك يدل على الاهمية السياسية والرمزية والاقتصادية التي يوليها رئيس الجمهورية لهذه الزيارة. وفي العاصمة الجزائرية وتلمسان “لؤلؤة المغرب العربي” على بعد 580 كلم غربا، المدينتان اللتان ازدانتا بأبهى حلة لهذه المناسبة، يعتزم فرنسوا هولاند أن ينجح حيث فشل أسلافه. وكان الرئيس السابق جاك شيراك استُقبِل بحفاوة في الجزائر في 2003 و 2004 لكن في السنة التالية أدى قانون يهدف إلى إدراج “الدور الايجابي” للاستعمار في المناهج المدرسية الفرنسية إلى فتور العلاقات الفرنسية- الجزائرية لفترة طويلة. أما نيكولا ساركوزي فأثار اعجاب الجزائريين في ديسمبر 2007 لكن زيارته جمعيات من الحركيين قطعت مسار التحسن. والحركيون هم الجزائريون الذين قاتلوا الى جانب فرنسا خلال حرب الجزائر لنيل استقلالها. وسيحاول فرنسوا هولاند ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالتالي طي صفحة هذه الامال الخائبة عبر “اعلان مشترك” في حال عدم التوصل الى اتفاقية صداقة. وقال الرئيس الجزائري إن الجزائر تريد “علاقة قوية وحيوية مع فرنسا” فيما ترغب باريس في هذه المناسبة في استئناف “حوار سياسي حول التحديات الدولية الكبرى” بدءا بمالي. وترغب فرنسا في الحصول على دعم الجزائر لتدخل دولي في شمال مالي الخاضع لسيطرة الاسلاميين. أ ف ب | الجزائر