تسلم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، جائزة الإنجاز مدى الحياة في مجال التراث العمراني، التي تقدمها مؤسسة التراث الخيرية. وتشرف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، رئيس مؤسسة التراث، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، بتسليم الجائزة لولي العهد، في الحفل الذي أقيم أمس في قصر المربع بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض، بحضور نائب أمير منطقة الرياض، الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز، ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز. وفور وصوله المركز، افتتح ولي العهد معرض «مسيرة في التراث العمراني»، المقام في بهو المتحف الوطني. ويحكي المعرض جهود ولي العهد في الحفاظ على التراث العمراني، وتنظمه دارة الملك عبدالعزيز، ومؤسسة التراث الخيرية، ومكتبة الملك فهد الوطنية، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والهيئة العامة للسياحة والآثار. وألقى رئيس الجمعية السعودية لعلوم العمران، الدكتور عبدالعزيز الدوسري، كلمة خلال الحفل، أوضح فيها مساهمات ولي العهد عندما كان أميرا لمنطقة الرياض، ورئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، التي كانت مؤثرة على المستوى الوطني والإقليمي من خلال المشروعات العديدة التي تبناها ودعمها ولي العهد في هذا المجال، وكذلك دوره كرئيس لدارة الملك عبدالعزيز. وسلّم نائب أمير منطقة الرياض، ولي العهد كتاب «سلمان الريادة في التراث العمراني»، الذي أعدته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. بعد ذلك، تسلم ولي العهد من رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، رئيس مؤسسة التراث، الأمير سلطان بن سلمان، جائزة الإنجاز مدى الحياة في مجال التراث العمراني من مؤسسة التراث الخيرية، قبل أن يلقي كلمة قال فيها: كنا في هذا البيت – قصر المربع- مع الوالد المؤسس عندما كنا أطفالا ثم تواصلنا مع أبنائه البررة من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير سلطان، والأمير نايف، رحمهما الله، وهذه بحمد الله استمرارية ونهج هذه الدولة منذ أن بدأ محمد بن سعود وقامت الدولة الحديثة بجهود الملك عبدالعزيز، ورجاله وتعاون معه إخوانه وأبناؤه مع أبناء بلادهم للحفاظ على أمن هذه البلاد وعلى وحدتها الإسلامية والعربية. وأضاف: «هذا القصر كان بعد قصر الديرة هو منطلق أعمال هذه الدولة، فهو يذكرني الآن بطفولتي في هذا المكان، فالحمد لله أن وفق الدولة لأن تسير على النهج الصالح المنبعث من كتاب الله وسنة رسوله». وقال: هذه دولتكم هي منكم وأنتم منها، فنحن في وحدة خير وبركة، ويسرني كإنسان منكم يشعر بما تشعرون أن أبشركم والحمد لله بأن الملك عبدالله – حفظه الله- يتمتع بالصحة والعافية، سائلا الله أن يوفق هذه البلاد وقيادتها لكل خير. وقدم أمين منطقة الرياض، المهندس عبدالله المقبل، كتاب «سلمان والرياض سيرة ومسيرة»، الذي أصدرته الأمانة، لولي العهد خلال الحفل. من جهته، أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن قبول ولي العهد لهذه الجائزة يشكل حافزاً وتشجيعاً لجميع المؤسسات في الدولة والجهات ذات العلاقة بقضايا التراث لمضاعفة جهودها وتوظيف قدراتها للمحافظة على التراث والاعتناء به. وقال رئيس الهيئة في تصريح صحفي عقب اختتام الحفل: «إن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بقبوله لهذه الجائزة، يمنحها بعدها الحقيقي في الاعتزاز بالتراث، ويقدم سموه بتشريفه للجائزة إسهاماً نوعياً آخر يضاف إلى سجله الحافل بالعطاء في المحافظة على الموروث الحضاري والاحتفاء به». وأوضح أن الهدف من الجائزة هو استثمارها في دعم التراث العمراني في كل مناطق المملكة العربية السعودية، وإيجاد وعي مجتمعي بمفهوم العناية بالتراث العمراني، والحفاظ عليه وتطويره، وتشجيع التعامل معه بوصفه منطلقاً لعمران مستقبلي أفضل، ينبع من ثوابت العمران الأصيل للمملكة. وقال: «نرى الآن توسعا كبيرا في العناية بالتراث العمراني في المملكة، حكومة ومؤسسات ومواطنين». وأضاف: «وسيدي خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، وعى هذا الأمر قبل الجميع، وبدايات ذلك كانت في مهرجان الجنادرية، وقبل ذلك حين جعل التراث العمراني والتراث الوطني بشكل عام موضوعا ملموسا للناس ليعيش المواطن في التراث ويستمتع فيه». وتابع «نحن نعمل الآن مع وزارة البلديات في أكثر من 12 موقعا على استعادة ما تم تدميره من هذه المواقع، وجعل أواسط المدن مناطق جذب سياحي للمواطن، تفتح فيها المباني التاريخية، كالمتاحف والمواقع التراثية والمواقع التثقيفية الخاصة بالشباب. اليوم نحن نفتقر للمواقع المهيئة التي تحكي تاريخ هذه البلاد المباركة، التي هي والحمد لله، دولة خير وطاعة لله سبحانه وتعالى، بناها شعبها على القيم والأخلاق، ونحن نريد أن نعكس ذلك في هذه المواقع التراثية، فنحن دولة متحضرة وشعب متحضر والإسلام يحضنا على العناية بالتاريخ وأخذ العبرة منه».