عبثاً كنتُ أحاول إقامةَ ما اعوجَّ مِن «لسانِها» فلم أُفلح! «سارة» ذاتُ السنوات الثلاث وشيءٍ من أشهر -ابنةٌ لشقيقي منصور- هي مَن أبذلُ الوسعَ في تعهّدِ لسانِها ضحىً -مِن كلّ يوم- ابتغاءَ أنْ تَكبُر وهي تحظى ب»مخارج حروفٍ» سليمةٍ لِنفقَهَ عنها ما تقول. «الحاء» و»القاف» هما الحرفانِ اللذان أخفقت -سارةٌ- كثيراً في أدائهِما واستبدلتهما بحرفين آخرين دون أن تأبهَ بمعلّمِهَا! وكأنّها بذلك إنّما أصدرت حُكمَاً عليَّ بالفشلِ.. ما اضطرِرتُ معه إلى الاستعانةِ بشقيقِهَا «صالح» الذي يكبرُها بسنتين إذ هو أفصحُ مِنها لِساناً لعلّه أن يُصلحَ ما قد فسدَ من أمرِ الحرفين. ويا ليتَ شيئاً من ذلك لم يكن، ذلك لأنّ «صالحاً» هو الآخر وبسببٍ من نقاء (طفولتيهما) وصفائِهما صارَ يُحاكي أختَه إبّانَ تلفّظهِ بذاتِ «الحرفين» المشكلين! الأمر الذي طفقتُ معه أتساءلُ -بعدما تلبّسني الشكُّ-: هل الصواب معهما؟! وهل الله تعالى قد أنطقَ على لسانيهِمَا شيئاً من الحقِّ الذي لم نفقهُ بعدُ -بوصفها استشرافاً مِن قراءة استباقيةٍ للمستقبل؟! وأيّاً يكن أمرُ هذه القراءةِ الاستباقية فإنّي -ومِن حِينها- إذا ما خلوتُ بنفسي بتُّ أّقلّدهما وأرفعُ بذلك صوتي: ولئن كنتُ قبلاً أقول: قطر، فلقد غدوت ألفظُها الآن: خطر! كما هو الشأنُ بالنسبة للدوحة إذ أبت أن تخرجَ من فمي إلا هكذا : «الدّوخة» بالخاء! لا تسيئوا الظنَّ بمخارج حروفي غير أنّ من يُسأل عن ذلك هي معلمتي: «سارة»!