يتذكر الكاتب والاعلامي عبدالله عمر خياط أول لقاء جمعه بصديقه الراحل محمد عبده يماني في مكتب صحيفة البلاد، مطلع السبعينيات الهجرية، ويسرد في الكتاب الصادر حديثاً بعنوان «د.محمد عبده يماني... الإنسان» حكاية صداقة استمرت خمسة عقود، معبراً في مقدمة كتابه عن سبب تأليفه هذا الكتاب، للحديث عن سيرة الفقيد والمواقف التي شهدها معه، إضافة إلى ما كتبه عنه المحبون في أكثر من مائة مقال، وكلها ثناء ودعاء، ونشرت في الصحافة المحلية لوداع الراحل الذي انتقل إلى رحمة الله العام الماضي. واشتمل الكتاب على شهادات من وزراء ودبلوماسيين، وأدباء، وإعلاميين، يحكون فيها عن مآثر يماني وإنجازاته. وكتب رئيس مجلس القضاء الأعلى، وإمام المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن حميد في رثائه: «لقد كان رحمه الله ملء السمع والبصر حضوراً ونشاطاً وعملاً، تقلد مناصب رسمية قيادية عليا، وحين ترك المكان بقيت له المكانة، لأن الله وهبه نفساً كريمة مخلصة صادقة كسب بها علماً وخبرة وتجربة وزن بها الحياة وسبر دروبها. وأضاف «ليس من المبالغة القول بأنه من رواد المسؤولية الجماعية والعمل التطوعي والجهد الإغاثي، وصاحب حضور اجتماعي مميز لم يحتجب عن طالب حاجة، ورافع مظلمة لا يبخل بجاهه، مسارع إلى رفع الظلم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، بعمله، أو شفاعته، أبو الفقراء والمساكين والمعوزين، ما قصده قاصد، أو طرق بابه طارق، إلا خرج مبتهجاً مملوء القلب، أو مملوء اليدين». يذكر أن الدكتور يماني ولد في مكةالمكرمة عام 1359ه، الموافق 1940م، ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس الفلاح، وتخرج فيها عام 1383ه، وحصل على بكالوريس العلوم في الجيولوجيا من جامعة الرياض(الملك سعود) عام 1387ه، ودرس الماجستير والدكتوراه في جامعة (كورنيل) في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتخرج فيها عام 1390ه، حاصلاً على شهادة الدكتوراه في الجيولوجيا. بدأ العمل معيداً بكلية العلوم في جامعة الرياض سنة 1387ه، ومحاضراً بكلية العلوم بجامعة الرياض، وأستاذاً مساعداً وأستاذاً. عين عام 1392ه وكيلاً لوزارة المعارف للشؤون الفنية، ثم عين وكيلاً لجامعة الملك عبد العزيز خلال الفترة من 4/ 8/ 1392ه إلى 28/ 7/ 1393ه. وبعدها عمل مديراً لجامعة الملك عبد العزيز خلال الفترة 28/ 7/ 1393ه، إلى 20/ 9/ 1395ه. واختير وزيراً للإعلام في الفترة من 20/ 9/ 1395ه إلى 11/ 7/ 1403ه. وبعد مغادرته للعمل الحكومي، عمل نائباً لرئيس مجموعة دلة البركة من 11/ 7/ 1403ه، حتى تاريخ وفاته.